اللجنة التحضيرية للملتقى تبدأ جلساتها
خدمة :
gabeel.net
عقدت عصر اليوم الثلاثاء 16 فبراير2010 م الجلسة
الإفتتاحية لبدء اللجنة التحضيرية لملتقى الحوار الوطني الإريتري للتغيير
الديمقراطي أعمالها، وذلك بقاعة فندق " قنت " بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا،
وإشتمل الحفل الإفتتاحي على ثلاث كلمات، تقدمتها كلمة لجنة الإعداد بالمكتب
التنفيذي، ثم كلمة رئيس المكتب التنفيذي للتحالف الديمقراطي الإريترى وأخيرا كلمة
رئيس القايدة المركزية، وذلك بحضور أعضاء اللجنة التحضيرية وقيادات تنظيمية وممثلي
تنظيمات التحالف وإعلاميين .
فبإسم لجنه الإعداد تحدث الأستاذ بشير إسحاق رئيس
دائرة العلاقات الخارجية بالتحالف بكلمة مرتجلة إستهلها بتاريخية إرث الملتقيات
الحوارية في الحياة الإريترية، وضرورته في المرحلة الحالية، موضحا إن الحوار الوطني
حول القضايا العامة يعتبر ذي طابع صيروري، ما يستدعي أن تكون له مؤسسة دائمة في
المجتمع الإريتري في سياق تكريس النهج الحواري والقبول بالآخر والعلاقات
الديمقراطية كنهج وممارسة تحتاج إلى تراكم كمي ونوعي آنيا ومستقبليا ، مضيفا إذا
كانت الضرورات الحالية لنضالنا من أجل التغيير الديمقراطي دعتنا لعقده ، فإن
المراحل القادمة ستستدعيه ، إن كان ذلك في المرحلة الإنتقالية ، أوضرورات الأجيال
القادمة ، سياسية كانت أم إقتصادية أو غيرها من القضايا ذات العلاقة الجوهرية في
بناء الأمة الإريترية ، مشيرا أيضا إلى أهمية الإعداد الجيد له، حتى لا يكرس
الجوانب السلبية والتي قد تمتد آثارها إلى المستقبل ، كما حدث بملتقى "بيت قرقيس "
والذي لا يخلوا واقعنا الحالي من تفاعل بعض مؤثراته .
وأسهب قائلا : إن الدعوة إلى عقد هذا الملتقى بدأ
منذ تلمس قوى المعارضة الإريترية لأهمية العمل الجماعي في مواجهة النهج الذي تكرس
في إريتريا عقب الإستقلال ، وإنه واجه في تلك الفترات مصاعب عدة، وإن الفترة
الحالية شهدت تبلورا عاما نحو أهدافه، وسبل المشاركة فيه، والأهداف المرجوة منه،
وهو ما يسهل كثيرا في إنعقاده ونجاحه، برغم ما يثيره البعض من شكوك وهواجس حول
مجرد التحضيرلإنعقاده.
وحيال تكوين اللجنة التحضيرية للملتقى أوضح بشير إن
المكتب التنفيذي وفي دورته الثانية يناير 2009م وضع تصوره العام للملتقى وقرر
الورشة الموسعة كأداة هامة في هذا المسار، وبناء على موجهات القيادة المركزية قرر
تكوين اللجنة التحضيرية للملتقى بتمثيل تنظيمات التحالف فيها وعدد وكيفية مشاركة
منظمات المجتمع المدني فيها، وإن عمل لجنة الإعداد الخاصة بالمكتب التنفيذي للتحالف
إقتصر على وضع التصورات العامة والعمليات الإجرائية الأولية لوصول أعضاء اللجنة
التحضيرية إلى مقرالتحالف، وبناء على ذلك فإن اللجنة خاطبت الكيانات الجماعية
لمنظمات المجتمع المدني الإريترية في أروبا وأمريكا الشمالية ، وتركت للمنظمات في
المناطق التي لا يتواجد بها كيانات مماثلة حرية إختيار ممثليها في اللجنة التحضيرية
، وإقتصر دور فرع التحالف التي دعت تلك المنظمات المنفردة على الإشراف العام دون
التدخل في خياراتها ونتائجه، وكان هذا الأسلوب ضروريا ، تلافيا لتعقيدات الوضع
الإريتري، وحتى لاتكون اللجنة التحضيرية في حد ذاتها ملتقى، حيث يصعب إشراك جميع
منظمات المجتمع المدني فيها، خاصة وأن مشاركة الجميع هو الملتقى الذي نهدف التحضير
له. وفي الختام أوضح بشير إن اللجنة أكملت المهام التي كلفت بها من قبل المكتب
التنفيذي، وستشرع اللجنة التحضيرية في بدء أعمالها.
وجاء في كلمة رئيس المكتب التنفيذي السيد تولدي قبري سلاسي – طالع
نصها الكامل أدناه – إن التحالف الديمقراطي الإريتري ظل يعمل مع كافة القوى المخلصة
لتحقيق هدف عقد الملتقى كأداة هامة في مسيرتنا النضالية الجارية ، مطالبا كافة قواه
للمساهمة الإيجابية لصالح برنامج العمل المرحلي ، ونتاسي
خلافاتها الثانوية ، آملا للجنة التحضيرية التوفيق في عملها ،
ومثمنا لإثيوبيا دولة وشعبا مختلف أنواع دعمها للشعب الإريتري وقواه المناضلة .
وخاطب الأستاذ عبدالله محمود رئيس القيادة
المركزية للتحالف الديمقراطي الإريتري الجلسة في ختامها ، حيث بدءها بخلفية الملتقى
في حاضر النضالي الإرتري ، ذاكرا إن الدعوة له بدأت بعد تحقق التحرير بين القوى
الإريترية المناضلة التي أجمعت على ضرورة أن لا يعقب الحقبة الإستعمارية نظام إرتري
يتخذ من الديكتاتورية أداة ونمطا، حفاظا على المكتسب الذي تحقق ، وصونا للمستقبل
الإريتري من عوامل الفشل والإنهيار، وتم ذلك تحديدا عبر إعلاني كسلا وسبتمبر عام
1992 م لفصائل العمل النضالي وقتها ، هذين الإعلانيين الذين توجهت بهما تلك الفصائل
للحكومة الإريترية المؤقته وقتها، لكن تلك المبادرة رفضت منها، وبدأ تكريس نهج
الإنفراد والهيمنة الذي أعلنه رأس النظام في يونيو1991م بحرمان فصائل النضال
الإريتري من حق مشاركتها في بناء الوطن الإريتري.
وحيال الملتقى المرجو عقده أوضح عبدالله إن الهدف
الرئيس منه هو تحقيق الحشد الإريتري العام في المرحلة النضالية الجارية، وقال إن
عبدالله إن قدرة الملتقى على مخاطبة الواقع الإريتري القائم هو المفصل الهام بين
القوى السياسية التي تناضل من أجل التغيير الديمقراطي وجموع الشعب الإريتري،
فالقضايا المطروحة في واقعنا الجاري يجب أن تكون لب خطابنا العام حتى نحقق هذا
الحشد، مبيننا إن نصوصه يجب أن تلامس القضايا الجوهرية ، فمجتمعنا الإريتري يتسم
بالطابع الإيماني العام في علاقته بالدين والقيم السمحة، وعلينا تحريكه من واقع ما
تعرض له من إنهاكات في هذا الشأن ، وهو أيضا ذي طابع تنوعي في تركيبته الإجتماعية
والثقافية، وعلى ذلك يرتكز إنتمائه الوطني الإريتري ووحدته في تنوعه، وليس في الطمس
والتذويب في اللغة والثقافة الواحدة، كما هو جاري الآن .. علينا أن نكشف حجم
الإنتهاكات التي تتعرض لها المرأة الإريترية .. إغتصابا وإستغلالا وتسخيرا .. علينا
أن نوضح الطابع السخري الذي يمارس بحق الشباب الإريتري ، وأن نخيرهم بين إستمرارية
عبوديتهم في ما يسمى بالخدمة الوطنية ، والسعي لبناء وطن يرقى إلى طموحاتهم
وتطلعاتهم، وينهي معاناتهم القائمة .. إن التركيز على هذه القضايا هو جوهر قدرتنا
لجذب هذه القوى لصالح نضالنا الجاري ، ويجب أن تركز عليه اللجنة التحضيرية في
عملها، فإشكالية الواقع الإريتري لا تقتصر فقط على حرمان القوى السياسية من حقوقها
في المشاركة، بل يتعداه إلى كافة قوى المجتمع الإريتري عن ممارسة حقوقه المشروعة ،
إضافة لما يتعرض له من طمس وإنتهاكات في كافة المجالات، وهنا مكمن الخطر الذي يواجه
مكتسبات الماضي ، وآفاق المستقبل الإريتري.
وناشد عبدالله اللجنة التحضيرية أن تضع هذه القضايا
في جوهر معالجتها ، لأن شعبنا ينتظر من كافة قواه المناضلة ما يدفعه للإنخراط في
مهماتها، وإذا كان تكليفهم قد جرى من قبل تنظيمات سياسية ومنظمات مجتمع مدني
بعينها، فإن الشعب الإريتري تتجه أنظاره صوبهم ، آملا في وضع أسس جيدة للمرحلة
المقبلة ، وإن ذلك في نتائجئه النهائية لصالح من كلفهم ، مثلما هو لصالح شعبنا ،
وكما يعتبر مكسبا شخصيا لأعضاء اللجنة التحضيرية ، ليأخذوا به طريقهم إلى الخلود في
تاريخنا .
وأشار عبد الله إلى أن الطريق اليوم أكثر تمهيدا
لتحقيق أوسع المشاركات الشعبية في ضبط مسار العملية النضالية الجارية، والعملية
السياسية في بلادنا مستقبلا، فمشاركة منظمات المجتمع المدني تطورت من مجرد المراقبة
، كما حدث في المؤتمر التوحيدي للتحالف الديمقراطي الإريتري في مايو 2008م تكتسب
اليوم حق المشاركة الأصيلة والفاعلة، تحضيرا وإعدادا، ويعتبر هذا خطوة هامة في هذه
المسيرة ، وإختتم كلمته متمنيا للجنة التحضيرية التوفيق في أعمالها .
@@@@@@@@@@@@@@@@@
|