جبهة التحرير الارترية وآفاق المستقبل

ابو اسامه - السودان

ان جبهة التحرير الارترية التي قادت النضال الارتري ضد المستعمر البغيض وتقود الآن النضال ضد الدكتاتور العنيد هي الآن امام مسئوليات تاريخية ووطنية وخاصة وساحة المعارضة تعج بالتنظيمات التي تتحد تارة وتنشق تارة اخرى بحثا عن مستقر لها ...

وان ملتقى الحوار الوطني الذي انعقد باثيوبيا مطلع اغسطس من العام 2010 ما هو الا واحد من مسلسل البحث عن البديل الامثل ليحل محل النظام والذي يدنو من نهاياته ، ولكن المفقود في كل هذا الحراك الوسيلة المؤدية الى ذلك لان كل الوسائل غير محددة وغير عملية وان تعدد الوسائل تهدر الجهد والوقت والإمكانيات ولابد من اختيار الوسيلة الانجع من بين الوسائل المتاحة وهنا نكون قد حددنا الهدف والطريق نحو بلوغه .

ان جبهة التحرير الارترية في احدى دورات مجلسها المركزي اعلنت احداث نقله سياسية في اسلوب عملها واستراتيجية نضالها ضد نظام القهر والاستبداد وان يتم ذلك من خلال مؤتمر تشارك فيه قيادات وقواعد الجبهة ، ولتحويل ذلك القرار الى واقع عملي شكلت اللجنة التنفيذية لجنة تحضيرية للاعداد والتحضير لذلك الحدث التاريخي في مسيرة الجبهة . وبحسب ما جاء في بيان اللجنة التنفيذية الصادر في اكتوبر 2010 والذي جاء فيه " ان اللجنة التنفيذية وقفت على اعمال التحضير ووجهت باستكمال ما تبقى للدخول في فعاليات المؤتمر في اقرب وقت ممكن" اذن الجبهة اتجهت بكلياتها نحو المؤتمر وفي هذا يجب أن تضع استراتيجية من شقين ، شق داخلي يتمثل في استحداث آليات العمل التنظيمي والانضباط الاداري – وشق خارجي يتمثل في اسلوب التعامل مع قوى المعارضة ضد النظام واتباع انجع الطرق والوسائل الفعالة لاسقاط النظام بالاضافة الى العمل على كسب أقليمي ودولي لنضال شعبنا ضد القهر والاستبداد ، وهذا يتوقف على ما سنبذله من جهد واحداث تغييرات في اسلوب نضالنا يقنع بالدرجة الاولى المواطن الارتري ليلتقي معنا ويقدم الدعم المادي والمعنوي وسنكون وجهة الهاربين من جحيم النظام حتى نكون الحضن الدافئ لذلك ومن ثم توجه هذه القدرات ضد النظام ونقتلعه من جذوره وهذا لا يتم الا من خلال ما نفعله لا من ما نقوله لان القول غير مجد ما لم يصدقه العمل .

اذن المطلوب من الجبهة وهي تتجه نحو المؤتمر نسأل الله ان تكلل كل اعمال مؤتمرها بالنجاح  ان تأخذ كل هذه التحديات امامها وهي اقدر في ان تتعامل معها وتخرج برؤية جديدة لمعالجة افرازات الماضي واسقاطات تجربة حكم الجبهة الشعبية الذي استمر عقدين من الزمان ، ان خبرة وتجربة جبهة التحريرا لارترية كفيلة باستيعاب كل الدروس والعبر وان مؤتمر الجبهة وما سيفضي اليه لا يخص الجبهة وحدها لان الجبهة مشروع وطني لابناء ارتريا ، صحيح ان المعاناة ومرارة الاوضاع التي تمر بها يتذوقها من هم ضمن سجلات الجبهة ولكن نتائج اعمالها تهم الجميع ولذا الكل يترغب ما سيسفر عنه مؤتمر الجبهة غير العادي " وغير العادي تعني انعقاد هذا المؤتمر العادي والدوري بالنسبة للجبهة في ظل الظروف الغير عادية والسيناريوهات والاحداث المتلاحقة على مستوى الاقليم " لذلك لابد ان تأخذ كل هذه التطورات وان تتعامل معها بصورة ايجابية . وعندما نقول ان الجبهة هي مشروع وطني تؤكده  التجربة التاريخية عندما تعرضت الجبهة للمؤامرة التي اشتركت فيها اطراف عديدة ونُفذت في العام 1981وانعكست نتائجها على مجمل الاوضاع في ارتريا والمحيط وان اختلال التوازن الذي حدث في تلك المرحلة باخراج الجبهة من دائرة التأثير الفعلي لم تتمكن كل القوى المحلية والاقليمية من ان تعيد التوازن المفقود ، ولهذا لابد من دعم ومساعدة الجبهة ليتم اعادة التوازن بصورة طبيعية وحتى تستثمر الوقت والجهد فعلى الجبهة وقياداتها ان يقدموا من خلال مؤتمرهم مخرجات تنقذ ارتريا وان تبدأ الجبهة بنفسها من خلال تهيئة الشارع الارتري ليتفاعل مع مخرجات مؤتمرها في جو من التفاؤل بتحقيق اهداف شعبنا في الحرية والانعتاق وان نمارس الديمقراطية في ارضنا وبالشكل الذي يناسبنا نحن ابناء ارتريا.