|
إعمار الشرق . ما الجديد ؟ !
أهل الشرق يرتبطون بأهل الشمال بصلات الرحم والقرابة والعيش المشترك والمصير الواحد
منذ بزوغ فجر التاريخ العربي في السودان متمثلاً في التشابك والتلاحم القبلي
والصلات الطيبة بين ( الجعليين والشاقية والرفاعية والنافعاب والبطاحين وعرب
البطانة والشكرية والبشارية وبني عامر وبني عمار والرشايدة والهدندوة والدناقلة )
تلك الروابط المتينة من النهر إلى البحر.
ولكن أهل الشمال لم يتعاملوا مع هذه المنطقة من منطلق استراتيجي كمجال حيوي لهم بل
تركوها في الجهل والعوز وهم يملكون الثروة والسلطة والتعليم ويسكنون الأحياء التي
تنعم بالكهرباء والماء، أما سكان الشرق فيسكنون في العشوائي (هاموش كاموش – حلة
ولّع – حلة غصب ) هذا للتذكير وليس للتحريض.
أهل الشرق أسسوا مبكرا ًوعاءً سياسياً تحت اسم مؤتمر البجا ممثلاً أهل الشرق بكافة
أطيافه ولكن مؤتمر البجا أفرغ من مضمونه وأصبح يمثل مجموعة عرقية معينة وبذلك اختفى
من الساحة السياسية ولم يكتب له النجاح كتجربة سياسية وكتجمع وطني لأهل الشرق.
عموماً أهل الشرق هم اتحاديون بشكل تقليدي على الرغم من أن الاتحاد الديمقراطي لم
يقدم شيء لهذه المنطقة إلا بعض البيوتات السياسية، وجاءت جبهة الإنقاذ الوطني ولم
تقدم جديداً بل خلقت مراكز نفوذ جديدة، وجاءت جبهة الشرق والأسود الحرة كقوى مسلحة
وفاوضت باسم أهل الشرق مع الحكومة السودانية وانتهى الأمر باقتسام الغنائم بين قادة
تلك القوى وعلى أهل الشرق السلام.
ومن هنا نحن مع أهل الشرق ندعو الدول المانحة ونطلب من الرئيس البشير الذي منحه أهل
الشرق في الانتخابات الرئاسية الثقة الكاملة في شخصه الكريم وذلك بأن يذهب الدعم
والتنمية لمن يستحقها لا إلى جيوب الزعماء والسماسرة والولاة وأعوانهم بل أن يصل
هذا الدعم إلى سكان الريف في شرق السودان في ( طوكر – عقيق وما حولها – أبو جمل –
سوريبا – اللفة – أم علي – ود الحليو – ديروديب – هيا – مسمار – أشهد – شلاتين –
ومناطق البشارية ) هذه المناطق لم تر التنمية منذ استقلال السودان جمهورية وطنية
يحكمها أهل السودان، وأن تكون هذه التنمية برعاية وإشراف رئيس البلاد عمر البشير.
ولنعط مثال محلية عقيق :
حفر الانكليز مرسى في هذه البلدة منذ أكثر من نصف قرن من الزمان ولم يحول إلى ميناء
إلى يومنا هذا على الرغم من صلاحيته كميناء بحري طبيعي واعتماد سكان هذه المنطقة
وما حولها على هذا المورد الوحيد.
فنطلب من الدول المانحة ومؤتمر المانحين ورئيس البلاد أن يحول هذا المرسى إلى ميناء
ويعبد الطريق البري الذي يربط هذه المحلية بولاية كسل. هذا نموذج وأسقط ذلك على
جميع مناطق الريف في شرق السودان دون استثناء. تحت نداء (أنقذونا من الفقر والعوز
يا أهل الحل والربط) وأن تحول هذه المليارات إلى مشاريع تنموية مستقبلية لمواطن
الشرق الحبيب وإلاـــــــــــ؟!.
في ختام القول إن أئمة صلاة الجمعة في بلاد العرب دائما ًيدعون لحاكم البلاد أن يمد
الله في عمره ويرزقه ببطانة صالحة راشدة وأتمنى أن تكون بطانة الرئيس البشير صالحة
راشد
محمد نور
وسوك
22/12/2010
|
