أفورقى والقمة الافريقية-الاوروبية!

بقلم / كفاح صابر

kefahsaber@yahoo.com

     من المعلوم عقد القمم والمؤتمرات الأقليمية والدولية الهدف منها البحث عن حلول من خلال تبادل الأفكار والاراء لحل المشاكل التى تواجه المجتمعات البشرية ولا مكان لمن يعمل على  تفاقمها أو تصدير تلك المشاكل وقمة الاتحاد الافريقى-الاوروبى بطرابلس-ليبيا والتى تابعنا جلساتها عبر وسائل الاعلام المرئية كان من أبرز بنودها البحث عن التعاون الاقتصادى والهجرة الغير شرعية.

ولما كان أحد بنودها الهجرة الغير شرعية شعرت بأننى معنى بهذا الامر لذلك وددت كغيرى من الارتريين المهجرين من بلادهم قسرا من قبل الدكتاتور المعتل وعصابته من المأجورين القتلة المجرمين بحق الارتريين المقهورين فاليتولاهم الله برحمته فلا قريب منقذ ولا صديق ينصر المكروبين رحمتك يارب العالمين, لنعد الى القمة فبينما أنا جالس على الكرسى أمام التلفاز أتابع إستقبال الرؤساء والوفود المشاركين فى هذه القمة وهمي متى ستعقد جلسات القمة لمعرفة ما سينتج من مناقشة بند الهجرة الغير شرعية لأن نتائجها ستنعكس سلبا وإيجابا على الارتريين المهجرين المتواجدين على الاراضي الليبية فمن المألوف ما أن تذكر الهجرة الغير شرعية فى القارة الافريقية تجد الارتريون يتقدمون الجميع فى هذه المآساة الانسانية وبما أن هذه القمة تعقد فى ليبيا التى تعتبر من البوابات الرئيسية للارتريين لعبور المتوسط نحو القارة الاوروبية على أمل أن تكتب لهم حياة جديدة بعد ما مروا به من ويلات تقشعر لها الابدان  وأنا مستغرق فى خضم ما سينتج عن هذه القمة من قرارات وما ستؤول اليه الاوضاع فى نهاية القمة فاذا بالدكتاتور صاحب الشارب الأشعث والنظرات الذئبية ذلك اللعين الذى فعل بنا الافاعيل يظهر أمامي على شاشة التلفاز وما أن رأيته صرت أضحك لاإراديا لا أدري ما السبب الذى جعلنى أضحك ولكننى تذكرت المثل القائل" ومن شر البلية ما يضحك" وقلت فى نفسى ربما مظهره الذى ظهر به أمامي فى التلفاز هو الذى أضحكني فربطت عنقه لم تستقر على صدره بل آثرت أن تختفى وراء ظهره بدلا من الظهور على صدر دكتاتور شحاذ لئيم لا يعرف الاستحياء فهو يكذب عليك فى حقيقة يعلمها العالم أجمع أويتراجع عن قرارات إتخذها هو بنفسه دون حياء أوخجل عندما يحس بالخطر, أما السبب الذى دفعنى لكتابة هذا المقال هو بعض التساؤلات  خطرت ببالى والتى صاحبت إنعقاد هذه القمة وأحببت أن أشارك بها الاخرين فقد أعتقدت أن حضور السيد أفورقى للقمة وبحسب زايارات سابقة له الى ليبيا ربما كانت للمطالبة بإعادة الارتريين الذين تركوا البلاد له ولعصابته أمام الجميع دون حياء لأنه هو المتسبب أو ربما أعتقد أن تسمع له كلمة يظهر من خلالها على أنه رقم صعب وله حضور فى المحافل القارية والدولية حسب عقليته البسيطة ولكنني كنت على يقين بأنه لن يتحدث عن الاقتصاد والتنمية لانه ببساطة وكما يقال فاقد الشئ لايعطيه  وسرعان ما تراجعت عن إعتقادى السابق عندما لم أجد السيد المحترم  فى صفوف الرؤساء على إعتبار أنه يزعم رئيس دولة أفريقية كما أن مراسم تشريف إستقباله لحضور القمة لم تكن أكثر تشريفا فقد أوضحت  شاشات التلفزة كم أنه صغيرا جدا عندما يكون بين الرؤساء الحقيقيون الذين تحترمهم شعوبهم ويسعون فى خدمتها  وليس كما تظهره قناة خليجية تدعى أنها منبر من لا منبر له وهى بعيدة كل البعد عن هذا الشعار الذى ترفعه على أنه ثائر متمرد على الاطماع الامريكية فى منطقة القرن الافريقى عموما لقد كانت هذه القمة إنتصارا غير مباشر للشعب الارترى الذى يعانى من شره لقد أظهرت الديك الهزيل بغير ريشاته المنفوشة على حقيقته ولكن وبعد كل هذه الاحداث التى مرِّ بها المحترم ورجوعه من القمة بخفى حنين ولسان حال زبانيته يقول (خرج سيدنا من المولد بلا حمص) مازلت أتسائل هذه المرة هل حضر السيد أفورقى للقمة ليؤكد مكانته الوضيعة أمام الآخرين ام أنه مدمن على المواقف المحرجة ولابد أن يتجرع كؤوسها؟ وليس كما فى الحالة السابقة على أنه يريد أن يظهر بمظهر بطولى فمكانته معروفة عند الارتريين وإن أرادوا رؤية صورته وللضرورة أحكام فإنهم يخلعون الاحذية لا مؤاخذة عزيزي القارئ دعنا نأتى هذه المرة على التساؤلات بشأن الطرف المضاد لأفورقى وزبانيته فعلى سبيل المثال ما هو دور المعارضة الارترية ومنظمات حقوق الانسان والاعلاميين الارتريين وكل الذين يلعنون نظام أفورقى صباح مساء فى مثل هذه القمم والمؤتمرات؟ أليس من واجبهم فى مثل هذه المناسبات تقديم الاوراق التى تفضح ممارسات هذا النظام الكئيب وتشرح الظروف التى أدت الى هجرة الشباب الارترى وتركه لبلاده؟ وفى الوقت عينه ما المانع من مطالبت الجهات المهتمة بمناقشة الهجرة الغير شرعية بأن تتفهم أوضاع الارتريين وأن تعاملهم معاملة إنسانية كريمة وأن توفر لهم الملاذ الآمن؟ بدلا من التفرج وكأن الامر لايعنيهم وهذا أضعف الايمان , وكذلك الم يكن من واجب هذه المنظمات السعى لمنع حضور السيد أفورقى لمثل هذه القمة لأنه سبب هذا المشكل؟ صحيح ان أفورقى ليس كمثل البشير طالما أنهما لا يتطابقان فى الديانة ولو أنهما متماثلان فى ذلك لما استدعى الامر تقديم أوراق لشرح ما يقوم به هذا الدكتاتور متحجر العقلية بل لبقى فى المثلث المحاصر دوليا يقرمش (العنبابا) وينتظر يومه المشئوم, ثم أنه أليس من العيب ان نبقى دائما متفرجين بلاحراك دون ان نبذل القليل القليل من الجهد لنلقى فى نهاية المطاف اللوم على اللآخرين لنقول بأنهم لم يلتفتوا الى معاناتنا ؟ أيضا الم تدول شعوب مجاورة معاناتها شبيهة لنا من خلال الاعلام لتجد قضيتهم موضوع نقاش فى معظم وسائل الاعلام ؟ أخيرا هل بات الجانب الاعلامى للمعارضة الارترية وكل منظمات المجتمع المدنى مؤجل مثله كمثل العمل العسكرى وعلينا الانتظار الى أجل غير معلوم ؟ تساؤلات أطرحها على الاخوة المحللين علهم يفيدوننا بآرائهم بما لم نعلم, وحتى يأتى الفرج لك الله ياشعب.