Welcome to http://www.omaal.org g مرحباً بكم في أومال صوت جموع المناضلين من أجل الديمقراطية والسلام .. المقاومين للظلم والدكتاتورية الإنعزالية في بلادنا / صوت الذين لا صوت لهم
22/01/1446 (28 يوليو 2024)
التصفح
· الرئيسية
· أريتريا في سطور
· الأخبار
· التحليل السياسي
· المقالات
· حوارات
· سجــل الخالدين
· قادة ومؤسسون
· مجموعة الأخبار
· جداول الجنود الهاربين من الخدمة العسكرية للنظام الديكتاتوري
· آداب وفنون
· دراسات ووثائق
· الاتصال بنا
· معرض الصور
· البحث
· دليل المواقع
· الذكرى 49 لإنطلاقة جبهة التحرير الإرترية
· ملفات PDF
يرحمك الله يا أبا إسماعيل /  علي عافه إدريس ـ الدوحة

يرحمك الله يا أبا إسماعيل

 علي عافه إدريس ـ الدوحة

 

 ((وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون))

    ليس هناك شئ يفجع الروح ويفطر الفؤاد ويحرق النفس مثل فقد عزيز، إنه أكثر الأحزان والآلام توغلا في القلب والروح وحتى البدن، و ذلك أن طعم مرارته يغص به الفاقد ليل نهار، ويصعب التعايش معه أو استيعابه، وأكثر مرارات الفقد تجليا وفداحة هو الموت نهاية النهايات وغاية الغايات وهادم اللذات، ذلك أن الغربة والهجران والبعد عن الوطن والأهل وقسوة الحياة هي فقد بغيض ومرير لكنه ليس قوي وصريح وحاسما مثل الموت ، فما بالك نحن قد إجتمع معنا كل ذلك في لحظة واحدة .

إنتقل عن دنيانا الفانية صبيحة يوم الجمعة الموافق 27/8/2010م الأخ الفاضل أحمد إسماعيل أحمد بعد رحلة مع المرض استمرت لأكثر من شهر بمستشفى حمد العام بالدوحة والذي ألمني أكثر أنه لم تتاح لي فرصة وداعه بسبب وجودي خارج الدوحة إلا أني قد تمكنت من حضور موارية جثمانه الطاهر التراب لوصولي للدوحة في صباح يوم الوفاة .

عليه رحمة الله ومغفرته ، كان رجلاً صاحب أخلاق رفيعة شهماً كريماً شجاعاً ، أفنى حياته في تقديم خدماته لكل من أحتاجها ، جمع بين صفات أهل الصومال من الشجاعة والكرم والتواصل وصفات أهل أرتريا من العزة وعلو الهمة والصبر على المكاره ، فرحمة الله عليه كان أرترياً صميما  رغم أنه ولد لأبوين من أصل صومالي الأب من مدينة أغردات والأم من مدينة كرن ، وقد ولد في بداية الستينات بمدينة أغردات التي كان متيماً بحبها والتي قلما فارقت حكاويه العذبة خاصة حكايات آدم بلمات (أحد دراويش أغردات) وأكمل بها دراسته الإبتدائية والإعدادية، وواصل دراسته الثانوية بمدينة كرن ، وقد لجأت أسرته كمعظم الأسر الأرترية بمدينة أغردات في منتصف السبعينات للسودان ، وقد كان حظه جيداً حيث وجد منحة لمواصلة دراسته بالعراق فدرس الإقتصاد ، ولأن والده إسماعيل أحمد رحمة الله عليه كان مغترباً بدولة قطر سهل له عملية إستقدامه في ثمانيات القرن الماضي لدولة قطر فعمل بشركة الشرق للخدمات الفنية (وكلاء شركة موتورولا) وسرعان ما أصبح مديراً للشركة للنبوغ والمقدرات العلمية التي كان يتمتع بها ، وقد سخر كل الإمكانيات التي أتيحت له لأهله وأبناء خالته فبذل جهوداً جبارة لدراستهم في أرقى الجامعات وكذلك أحضرهم كلهم للدوحة بعد أن أكملوا دراستهم ، كما أنه بذل الكثير من الجهود في خدمة إخوته الأرتريين فكان بيته المأوى لهم ونفسه و ماله يحلان المشكلات التي تواجههم ، وعندما قرر أفراد الجالية الأرترية عام 1986م في الدوحة تنظيم أنفسهم بغض النظر عن التنظيمات التي ينتمون إليها إختير هو رئيساً للجالية الأرترية بالدوحة وإستمر في ذلك حتى عام 2002م فقادها بحنكة واقتدار ، وعندما أفتتح النظام أول سفارة له بالدوحة عام 1995م أظهر المرحوم الكثير من القوة والشجاعة للمحافظة على إستقلالية الجالية وقد نجح في ذلك مع بقية أفراد الهيئة الإدارية رغم أن هناك صعوبة في وجود جاليات مستقلة في دول الخليج لخصوصية الأوضاع السياسية في هذه الدول لهذا كان كثير التصادم مع السفارة في عهد السفير السابق محمود حروي   ورغم أنه كان يحمل الجواز الأرتري الشئ الذي يجعله تحت رحمة السفارة إلا أنه إستطاع مع بقية إخوته لفترة طويلة المحافظة على إستقلالية الجالية فرحمة الله عليه كان يتمتع بشجاعة لا مثيل لها ، ومن أشهر الصدامات التي حدثت مع السفارة في تلك الفترة أن السفير محمود حروي في البداية رفض  ثم تنازل و أصر على إقامة حفل سبتمبر في دار السفارة الضيق وقتذاك إنتقاصاً من قيمة سبتمبر الذي كانت تصر الجالية بقيادة أحمد إسماعيل رحمة الله عليه في أن تقيمه بأبهى حلة ، وأنا صراحة عندما سمعت عن القصة وقتها خشيت على أحمد وصحبه من غدر السفير، فقد أصر أحمد على إقامة الحفل في فندق كالعادة التي كانت متبعة فخراً بسبتمبر وعلى حسابه الخاص وقد كان حفلاً جميلاً بهياً ، و كنا في تلك الأيام نحسب الأيام انتظارا لليوم الذي سيغدر فيه السفير بأحمد وصحبه وحقيقة كل الحريصين على أحمد كانوا يخشون على أحمد أكثر من غيره، وأذكر كذلك في نهاية التسعينات عندما أستضاف في بيته أحد وفود فصائل حركة الجهاد الذي قدم للدوحة للمشاركة في أحد المؤتمرات الإسلامية المنعقد بمدينة الدوحة ، وقد حكى لي أنه قابلهم صدفة في أحد فنادق الدوحة وتعرف عليهم وقد طلبوا منه أن يجمعهم بالأرتريين المتواجدين في الدوحة فما كان منه إلا أن إستضافهم في بيته ودعا لهم مجموعة من أرتري الدوحة ليجتمعوا بهم ، فتلقى اللوم يرحمه الله من بعض الذين دعاهم من الإرتريين بحجة أنه عرضهم للخطر كما أنه تم إستدعاءه من قبل السفارة وتم فتح تحقيق معه وقد تمسك بموقفه أمامهم  رحمة الله عليه ، وقال لهم أنه إذا حضر ضيوف مرة ثانية للدوحة سيستضيفهم دون أي  حواجز وقال لهم هذا سلوكي الذي تربيت عليه ، عموماً السفارة بعد ذلك لم تفتح معه الموضوع .

رحمة الله عليه لم يكن يحب أن يتم تمييزه بأحمد الصومالي وهو كان جابراً لعثرات الكرام وذات مرة تزود بكمية كبيرة من المواد التموينية وذهب بها لمنطقة أم صلال وإعطاءها لمجموعة من ستون إرتري كانت قد أحضرتهم شركة سمعتها سيئة في معاملة العالمين بها وبعد أن عرفهم بنفسه أخبرهم أنه رئيس الجالية الأرترية وأن هذه المواد هي من إخوتهم الإرتريين في الدوحة وذهب لحال سبيله ، وعندما حضرت مجموعة من شباب الدوحة لزيارة نفس المجموعة قالوا لهم أن شخص صومالي أحضر لهم الكثير من المواد التموينية ، فوصل خبر الشخص الصومالي لأحمد رحمة الله عليه فقال سبحان الله بعد كل تلك التعريفات أصبحت شخص صومالي ، كما أنه رحمة الله عليه وظف الكثير من الإرتريين مع معارفه من القطريين وقد كان معارفه كثر ، وفي ذات يوم وأنا جالس معه في بيته رن موبايله فرد عليه وإذ المتصل صديق قطري يعرفه لأكثر من عشرون سنة ، وقد قال المتصل لأحمد حرام عليك يا أحمد عشرون عاماً وأنا إعتقد  إنك إرتري وبعد ذلك أعرف إنك صومالي ، فقال له أحمد من أين لك هذه المعلومات ، فقال له المتصل سوف لن أعطيك مصدر معلوماتي حتى تقول لي إن كانت المعلومة صحيحة أم لا؟ فقال له أحمد المعلومة صحيحة ، وسأشرح لك الموضوع عندما نتقابل ، لكن من الذي زودك بها، فقال له فلان الفلاني الذي توسطت له ووظفته الأسبوع الماضي بشركتي ، فبعد أن حكى لي رحمة الله عليه قصة المحادثة قال سبحان لا أدري ما الذي إستفاده فلان عندما أظهرني أمام صديقي وكأني إستحي من أني صومالي .

عند أراد بعض ضعاف النفوس منافسته في رئاسة الجالية وهو الذي كان يفوز بها بالتزكية شنوا عليه حملة تشويه متهمين إياه أن لديه علاقات مشبوهة مع الجبهة الشعبية وهو كان الأبعد عن مثل هذه التهم ، لذا عندما إنعقد مؤتمر الجالية غادر الإجتماع مباشرة بعد أن أجيز التقريريين المالي والأدبي ، فقد كان يعلم أن عضوية المؤتمر ستجبره على رئاسة الجالية فهرب منهم ، وكان يعلم أن النظام الأساسي للجالية لا يسمح بالترشيح الغيابي وبهذا أسدل الستار على علاقته برئاسة الجالية لكنه بقى مرتبطاً بكل ماهو إرتري رحمة الله عليه، وسبحان الله دارت الدوائر على تلك الشلة وظهر أن لها علاقات قرابة ببعض أعضاء السفارة كانوا يعملون لصالحهم .

وبالمقابل عرفت معاناة أحمد رحمة الله عليه وصبره لسنين طويلة على ذلك ، فبعد مفارقته لشركة الشرق للخدمات الفنية شح رزقه وتغير حاله وهو رب لأسرتيه الكبيرة والصغيرة ، ورغم ذلك لم تؤثر كل تلك المعاناة على مبادئه وسلوكه ومعاملته للآخرين الذين طالما قصروا في حقه .

هذه مشاعري أسطرها ولن أعترض بها على حكم وقضاء ربي، رحمك الله  يا أبا إسماعيل وكفر عنك سيئاتك , وزاد في إحسانك , وتجاوز عن سيئاتك, وغسلك بالماء والثلج والبرد , ونقاك وطهرك من الذنوب , كما يطهر الثوب الأبيض من الدنس  وغفر الله لمن دعا لك ولسائر أموات المسلمين

وداعاً يا أبا إسماعيل إلى جنة الخلد إنشاء الله

وقبل الختام إنتهز هذه الفرصة لكي أعزي كل أحبة الفقيد والدته أم أحمد المرأة الصابرة المحتسبة لفقدها وحيدها  وزوجة الفقيد أم إسماعيل صبرهما الله وأعانهما على مصابهما وابنة الفقيد إيمان وأبناءه إسماعيل ومحمد وخالد وأخت الفقيد ، وأبناء خالاته ، وكل أصدقاء الفقيد ، وأن يلهمهم الصبر والسلوان ، وإنا لله وإنا إليه راجعون .

أحدث المقالات
· البرنامج السياسي الم...
· لا استطيع ان انعى قا...
· بقلوب راضية بقضاء ال...
· في ذكرى الاستقلال : ...
· في ذكرى الرحيل المر ...
الدخول
الاسم

كلمة السر



نسيت أو فقدت كلمة السر؟
يمكنك الحصول على كلمة جديدة من هنا.
الزيارات غير المكررة: 47,616,254 وقت التحميل: 0.19 ثانية