|
مع التحية و التقدير
علي عافه
إدريس ـ كسلا
aliafaa@yahoo.com
لم
أتوقع أن يكون بإمكاني الكتابة وأنا في إجازة بالكاد تكفيني لمواصلة الأهل و
الأصدقاء يضاف لذلك صعوبات الحصول على وسائل التكنولوجيا في كسلا بسهولة ويسر كما
هو الحال في الدوحة ، ومع هذا عندما أتاح لي صديق الطفولة الأستاذ/ محمد جمع حسن
فرصة متابعة المواقع الأرترية في الأنترنيت في بيته وجدت نفسي أسجل بعض ملاحظاتي عن
بعض ما نشر فكان مقالي هذا ، وقد قام صديقي العزيز بطباعته رغم تحفظه على بعض ما
جاء به .
الطريق الثالث :
وجه
الأستاذين
عمر
جابر وهمد كلو خطاب مفتوح للتحالف الديمقراطي الأرتري بعنوان الطريق الثالث ،
والأستاذين غنيين عن التعريف فهما علمين من أعلام النضال الأرتري ومن أهل النضالات
الطويلة ،
وبالتأكيد أن ما قاما به يستحق الإشادة فهكذا يجب أن تبذل الجهود لرأب الصدع في
الصف الأرتري ، فبجهود الجميع يمكن الخروج من مآزقنا ، وهذا لا يعني إتفاقي معهما
في مضمون الخطاب المشار إليه وإن اتفقت معهما في مبدأ المبادرة ، وأنا في الحقيقة
لديّ جملة من الملاحظات في مضمون خطابهما يمكن تفصيلها على النحو الأتي :
1.
يدعو الخطاب
إلى وقفة مع الذات لمكونات التحالف الديمقراطي ... إجتماع مباشر وعلى أعلى
المستويات بين قياداته ، وعلى الرغم من أن مثل هذا الإجتماع قد حدث في مايو الماضي
باستثناء أن تمثيل حزب الشعب كان برآسة مسئول علاقاته الخارجية السيد / أدحنوم
وعضوية كل من السيد/ مسفن حقوص والسيد/ تسفاي دقيقة، إلا أنه لا بأس من تكراره مرة
أخرى إذا كانت هناك جدوى ترجى من وراء عقده .
2.
يدعو الخطاب
إلى
وضوح أجندة الملتقى وواقعيتها وارتباطها بتحديات الواقع وتطلعات التغيير ومساهمة كل
الأطراف داخل التحالف وخارجه في وضع سقف التوقعات من الملتقى ومحتواه
، لا أدري ماذا يقصد الأستاذين بالضبط في هذه الفقرة ، لأن أوضح ما في ملتقى الحوار
الوطني هو أجندته وهي أجندة ما فتئت اللجنة التحضيرية في تكرار الإعلان عنها وتقديم
الأوراق المشاركة في الملتقى على أساسها ، كما أنه قد سبق وأن نوقشت هذه المحاور في
كل ورش العمل التي توجت في النهاية بورشة التحالف الديمقراطي .
3.
يقول
الأستاذين عمر وهمد
التحضير الشامل والمتكامل هو المدخل لضمان نجاح الملتقى ...ذلك يجب أن يكون
باقتناع الجميع وإذا كان البعض يطالب بتأخير موعد الافتتاح ساعة واحدة فان الإجابة
ليست هي بالتأكيد بدء الحفل قبل ضمان حضور الجميع
،
أليس في هذه الدعوة إنتقاص من مجهودات اللجنة التحضيرية التي بذلت جهود خرافية أمام
مرأى ومسمع الجميع ، و هي في هذه الأيام تضع لمساتها الأخيرة قبل بدء الملتقى ، أما
بشأن عدم بدء الحفل إلا بعض ضمان حضور الجميع ماذا سنفعل إذا كان البعض لا يرغب في
الحضور وأن تحجج بحجج أخرى هل نؤجل حفلنا إلى أن يرغب في الحضور ؟ أما نبدأ حفلنا
بدونه عسى أن يهديه ربي ويحضر معنا احتفالاتنا القادمة .
4.
ألم
يكن بإمكان الأخوين عدم الدخول بهذه الطريقة في تفاصيل نقاط الإختلاف والإكتفاء
بتوجيه دعوة لعقد إجتماع مباشر وعلى أعلى المستويات القيادية كما جاء في النقطة
الأولى من الخطاب ، أما دخولهم بهذه الطريقة في التفاصيل فقد أعطى إنطباع أنهما
يدعمان و جهة نظر حزب الشعب على غير الحقيقة التي نعرفها عن الأستاذين فأصبح
طريقهم الثالث الطريق الثاني ، فعلى الأقل ما ورد في النقطتين الثانية والثالثة هو
ما ردده حزب الشعب في مرحلة ما في ظل تغير مبرراته من مرحلة لأخرى .
مفاتيح :
عندما كتب الأستاذ عبد الرزاق كرار مقاله بعض من الحقيقة وكثير من الحب لعدوليس ،
كتب الكثير من الكلام الجميل عن الأستاذ جمال همد وبالتأكيد أنه يستحق ما كُتب عنه
، إلا أن ما كُتب عنه هو ما له ، أما ما عليه فلم يتطرق له الأستاذ كرار ، ولأن
عنوان المقال كان بعض من الحقيقة قد قبلنا بكل حب ما كُتب، ولو كان كتب الأستاذ
كرار ما عليه لكان مقاله أجمل ، ولأنه لم يفعل رأيت أن أفعل ذلك ليس بغرض النيل من
الأستاذ جمال همد ، بل من أجل حفظ حق الآخرين و أنا أحدهم ، فالأستاذ جمال يحترف
الكتابة ومن يحترف يتقن حرفته ، ولا نعتقد أن ذلك يعطيه الحق في وصف كتابات من
اختلفوا معه بالفطيرة ووصف أشخاصهم بخفافيش الانترنيت و بالمغمورين والوكلاء
الدائمين في المواقع الإلكترونية ... الخ ، وقد دأب الأستاذ جمال على تكرار ذلك في
سلسلته مفاتيح بل أنه لم يكتفي بذلك فتجاوز أصحاب الكتابات الفطيرة للنيل من زملاؤه
من أصحاب المواقع الإلكترونية فجردهم من مقدراتهم التحريرية واستقلاليتهم ،
والمعروف عن الأستاذ جمال أنه أحد ضحايا دكتاتورية أسياس ، و يناضل كغيره من أجل
إرساء أسس الديمقراطية ومع هذا صدره لم يتسع لقراءة كتابات من اختلفوا معه في الرأي
وإن كانت كتاباتهم فطيرة كما يقول ، فهذه إمكانياتهم وحسبهم أنهم يدافعون عن ما
يؤمنون به تماماً كما يفعل الأستاذ وإن إختلفت الإمكانيات والمقدرات الكتابية .
أثيوبيا
تضغط على جيبوتي :
لقد قرأت في
موقع عركوكباي تحليل أخباري عن الضغط الأثيوبي على جيبوتي بقصد إفشال الإتفاق
الإرتري الجيبوتي الذي تم بالوساطة القطرية ، وإعتقد أن الأمر طبيعي أن تسعى
أثيوبيا أو أرتريا لزعزعة كل منهما إستقرار الأخرى نتيجة للذي بينهما ، وهذا ليس
موضوعنا إنما موضوعنا الفقرة الثانية من التحليل الأخبار الذي كتب تحت عنوان
(أثيوبيا تضغط على جيبوتي) ، وأنا هنا سإعتبر هذه الفقرة نموذج لكثير من تحليلات
الأخبار أو الإفتتاحيات المشابهة ألتي تنشر بموقع عركوكباي ،لذا سإقتبس النص ((الجدير
بالذكر أن السعي الإثيوبي لإضعاف الكيان الارتري تجاوز مرحلة عقد مؤتمرات وتسهيل
التنقل للمعارضة الإرترية إلى تشجيع ودعم مباشر لإقامة منظمات أثنية عسكرية تحارب
النظام الارتري على أساس انه نظام لأثنية التجرنية ، وهذا التحرك يقابل بامتعاض
ورفض شديدين من قبل المعارضة الارترية الوطنية حيث تعتبره ضارا بالمصالح الوطنية
الارترية العليا والسلم الأهلي والإقليمي
.))
ويمكن استخلاص الأتي من الفقرة :
1.
كاتب التحليل
لديه اعتراض على إضعاف أثيوبيا للنظام الأرتري عبر تسهيلها عقد المؤتمرات والتنقل
للمعارضة الارترية .
2.
يرفض بشدة ما
يدعيه التشجيع الأثيوبي لإقامة منظمات أثنية تحارب النظام الأرتري على أساس أنه
نظام لأثنية التجرنية .
3.
هناك معارضة غير المعارضة المتواجدة بأثيوبيا يصفها بالوطنية
تعتبر التصرف الأثيوبي
ضارا بالمصالح الوطنية
الارترية العليا والسلم الأهلي و الإقليمي .
إعتقد أن مثل
هذه التحليلات أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها تحليلات تجافي الواقع الأرتري ، ولم
يتبقى لكاتبيها إلا أن يدعوا أن تقسيمات القوميات الأرترية وتسمياتها هي من بنات
أفكار الخبراء الأثيوبيين وأن وسيلتهم في ذلك كانت تطوير كل قومية لنفسها وتطوير
لغتها ... كفانا ضحك على الذقون و استهتار بمظالم إخوتنا ، أما الشئ الذي لم أعرف
له وجود هو المعارضة الوطنية خلافاً للمعارضة الموجودة في أثيوبيا وتتمثل فيها كل
التنظيمات الأرترية بما فيها التنظيمات القومية .
المؤتمر
الإسلامي :
لقد
قرأت بيان حزب المؤتمر الإسلامي ، وما أعرفه هو أن المؤتمر الإسلامي أحد التنظيمات
العشرة الداعية لعقد ملتقى الحوار الوطني في موعده المقرر مسبقاً ، ومشارك بفاعلية
في اللجنة التحضيرية إلا أن صيغة البيان وبعض الفقرات فيه ذكرتني بتحالفهم القديم
، فهل يا ترى المؤتمر موجود جسداً مع العشرة تنظيمات وروحاً يحن لتحالفه القديم ؟
وجهة نظر
تستحق الإهتمام :
كنت في
نقاش مع أخوين أستمر قرابة الساعة في مواضيع تخص المعارضة الأرترية، وأثناء النقاش
سألني أحدهما لماذا هذه الحملات العنيفة التي تشن على الأستاذ بشير إسحاق ؟ فأجبته
إجابة العارف بالأمور أن الأستاذ بشير يعمل في عمل عام فهو رئيس الحركة الفيدرالية
وعضو جبهة التضامن ، وهو كذلك في لجنة العلاقات الخارجية للتحالف الديمقراطي وقد
قام بكثير من النشاطات في العام الماضي وبداية هذا العام في كل من أستراليا
والأمريكتين وأوربا وهو حالياً رئيس اللجنة التحضيرية لملتقى الحوار الوطني ،
وكانت ولازالت هذه اللجنة الأخيرة موضوع خلاف بين جهات مختلفة لذا من الطبيعي أن
يستهدف بهذا الشكل الذي تراه ، فقال لي إجابتك منطقية ولكنها لم تتضمن الحقيقة ،
فسألني إن كنت أعرف الأستاذ بشير فقلت له : معرفتي له معرفة وسائل الإعلام فأنا
أشاهده وأسمع له في وسائل الإعلام المختلفة منذ فترة ليست بالقصيرة وبالأخص في أخر
سنتين ، فقال لي أنت لا تعرفه إذا كانت هذه كل معلوماتك عنه وأردف الذي لا تعرفه هو
أن الأستاذ بشير يملك كل المؤهلات التي تؤهله للعمل مع الطرف الآخر أو بمعنى أدق أن
يكون تابع للطرف الآخر ، إلا أنه إختار أن يعمل مع أهله وأن يخدم قضاياهم وهذا هو
سر غيظ الأخرين عليه وهجومهم الشرس المتوالي منهم ومن أتباعهم ، فسألته باستغراب ما
هي الموصفات المطلوبة للعمل مع الطرف الآخر ، فقال أن تكون من أصحاب المؤهلات
الجامعية وهو يحمل مؤهل جامعي ، و أن تجيد لغات وبالأخص الإنجليزية وهو يجيدها
ويجيد معها الأمهرية و التجرنية أن تكون من حملة الجوازات الأجنبية وهو يحمل
الجواز السويدي ، أن تجيد التعامل مع الكمبيوتر والأنترنيت وكيفية التعامل مع
البالتوك وإستخدام الإميل ، وهذا أيضاً يجيده ، أن تكون ممن يطلقون عليهم ود أسمرا
ودي .... الخ وهذا الشرط سهل التدبير وكان بإمكان بشير تدبير أحد الودي، وأن تكون
مما يستحون من الوقوف في صف أهلهم حتى لو كان أهلك على حق مخافة أن ينعتوك بالرجعية
والقبلية والتخلف ، وهذا الشرط الأخير هو ما لم يتوفر في الأستاذ بشير فقد إنحاز
لأهله، وذلك جعله في مرمى سهامهم ، فهم في قناعتهم أن مكانه بينهم ككثير من
المثقفين المسلمين من أصحاب المواصفات التي ذكرتها لك ، إلا أنه قد خذلهم بوقوفه في
صف أهله ، وأنا في الحقيقة قد أعجبني هذا الرأي ، فقلت لمحدثي إنها وجهة
نظر تستحق الإهتمام .
والسلام
عليكم ورحمة الله وبركاته
|
