شاهد عيان لأم الجرائم في مناطق الدهب
نشر من قبل omaal في 05:49 صباحا - 20 05 1431 هـ (03 05 2010 م)

 التقت أومال مع شاهد عيان للمحرقة التي إغترفها عسكر النظام الانعزالي الطائفي في منطقة تعدين الذهب في إقليم ما يسمى بالقاش بركة


تفاصيل الخبر

 شاهد عيان لأم الجرائم في مناطق الدهب

 التقت أومال مع شاهد عيان للمحرقة التي إغترفها عسكر النظام الانعزالي الطائفي في منطقة تعدين الذهب في إقليم ما يسمى بالقاش بركة كان كغيره ممن عصفت بهم تصاريف الحياة ورمت به ليبحث عن خبز أولاده بين الانفاق كان بين المئات من الفقراء والمعدمين من الموظفين والجنود والمعلمين والفلاحين والرعاة والضباط وكان الكل يعمل بجد وهمة علهم يعثرون على شيئ يحسنون به ظروفهم المعيشية كان البعض يأتي وبهذا تحول ذلك المكان إلى مجمع واسع للمئات من مكونات شعبنا وإن كان يغلب عليهم أهالي المنطقة وأنا جئت لهذا الموقع كغيري من الناس جئت إليه وأنا أحلم في خريف عمري الذي راح منه زمن طويل في النضال من أجل الحرية ولهذا لم أتمكن من توفير شيئ لأطفالي خاصة وأنا مصاب بعشرات الجروح في معارك الحرية التي خضتها مع رفاقي إبان ثورة التحرير هناك كان المئات من الجنود القدامى الذين خرجوا للمعاش أو أقيلوا كما بيننا المئات من الجرحى .

أنا سرت عبر كل مناطق بلادنا على مدار سنواتي التي قضيتها في النضال رأيت مختلف السحنات كما شاهدت آثار المعارك من أشلاء وخاصة عقب مشاركة المدفعية الثقيلة أو عقب إصطدام الآليات بالألغام وقد وصلت منطقة التنقيب عن الذهب قبل أكثر من ستة أشهر وكانت المنطقة ( تمبرا ) الواقعة في منطقة الوسط بين مدينتي أغردات وبارنتو ومنطقة التعدين تمتد حتى سودرا وجنوباً حتى داسي وكنت وقت إغتراف الجريمة على سطح الأرض حيث دارت رحى المذبحة الرهيبة التي قتل فيها 28 وجرح بالرصاص أو الحريق مايزيد على الستين بقليل وهذا فقط في موقع تمبرا كان منظراً لاينسى أبداً .

كيف كان ذلك؟
داهمنا الجيش بلا مقدمات في البدء كنا نعتقد أنهم قدموا لأخذ الشباب للتجنيد الالزامي ولكن بعد مباشرة إطلاق النار وضرب الناس بالبنادق والعصي ومباشرة ضرب الرصاص أيقنا أن في الأمر شيئ آخر وفجأة لموا البروش والسعف والجوالات الفارغة والقصب وراحوا يلقون على فوهات حفر التعدين فصرخنا جميعاً في الحفر الكثير من الناس لم يردوا علينا بل أضرموا النار فإشتعل القصب وخرج لسطح الحفر من كان قريباً فأخذوا يطلقون النار فساد هرج ومرج فتوهم هؤلاء أنا سنهجم عليهم ففتحوا علينا النار من أٍسلحتهم الرشاش وخرج من الحفر إثنان والنيران تكد تحرقهم فطلبنا منهم مساعدة هؤلاء فرفضوا وهددونا هما يتلويان على الرض والجنود يسخرون ويقهقهون وبقى هذين تحت الحريق حتى ماتى دون أن يتحرك إليهم الجنود وهذا منظر لايمكن أن انساه ما حييت . بعدها جمعونا وطردونا نحن الكبار من المكان وهددونا من مغبة العودة ، وأمروا البقية على شلح أحذيتهم وساقوهم تحت وطأة الضرب والركل وتركوا الجثث في العراء وداخل الحفر وساقوا من نجى على أقدامهم وكان فيهم بعض الجرحى وجاء الناس في الصباح وبدءوا يدفنون الموتى وباشروا في الدخول للأنفاق المحروقة وأخرجوا العديد من الجثث المختنقة والمحترقة وكان منظراً تقشعر منه البدان وأنا ورغم ما شاهدت من مأسي الحرب لم أر ماحدث في منطقة دمبرا أبداً ، غادرت المكان وإتجهت حيث اسرتي ورغم أكثر من أسبوعين على الحادث لازلت أعيش نهاراً وليلاً وأنا أستعيد شريط ذكريات ما جرى وانا لا اصدق أن هذا يحدث من جيش ينتمي لذات الشعب لا زلت أتفكر من أين أتى هؤلاء بتلك الوحشية بين هؤلاء شخص فيه شيئ من العقل والضمير إنها جريمة جريمة ينبغى ألأ تمر دون حساب أو مساءلة والأشخاص الذين نفذوا تلك الجريمة النكراء معروفون .
لماذا لم يحاصر الجيش المكان وينتظر حتى يحين وقت الخروج ؟
هذا ما لا أجد أو أعرف له تبريراً وكان بمكان الجيش محاصرة الموقع ولم الجميع ومن ثم أخذ من أرادوا ، ولكن هؤلاء باشروا التصفية الجسدية بدم بارد وضمير مغيب وكانت الجثث التي مزقها الرصاص ملقاة بشكل عشوائي وكانت الدماء تسيل من الناس كأنهم في جزارة لذبح البهائم كان منظراً بشعاً جداً