المؤتمر الإسلامي الإرتري بيان بمناسبة الفاتح من سبتمبر ذكرى انطلاقة الكفاح المسلح
نشر من قبل omaal في 04:58 صباحا - 19 11 1436 هـ (02 09 2015 م)

المؤتمر الإسلامي الإرتري

بيان بمناسبة الفاتح من سبتمبر ذكرى انطلاقة الكفاح المسلح

 


تفاصيل الخبر

بسم الله الرحمن الرحيم

المؤتمر الإسلامي الإرتري

بيان بمناسبة الفاتح من سبتمبر ذكرى انطلاقة الكفاح المسلح

كانت ذكرى الفاتح من سبتمبر التي أطلقت فيها أول رصاصة من القائد الرمز البطل حامد إدريس عواتي حدثا تاريخيا مهما ، وحدثا سياسيا كبيرا تم فيه إعلان الكفاح المسلح ضد المستعمر الإثيوبي بعد أن استنفذ الشعب الإرتري كل الوسائل السياسية والدبلوماسية لنيل استقلاله وحريته والتي حالت دونها قوى الاستكبار ، حيث تنادى الأبطال في ثورة مسلحة يقف خلفها شعب أبي ، خاضت حربا ضروسا قرابة ثلاثة عقود في مواجهة قوة عسكرية غاشمة لا ترعى أي قيم إنسانية ، مارست كل أنواع الحروب القذرة من اعتقالات للشرفاء ، وإبادة جماعية للقرى ، معارك ضارية في كل أنحاء إرتريا، وتسميم للمياه ، استخدمت السلاح الجوي والأرضي من دون حساب ولا رقيب .

ورغم التضحيات الجسام التي طالت الأنفس والحيوانات والموارد الطبيعية ، ورغم قلة النصير وشح الإمكانات وضعف القدرات العسكرية ظل الشعب مستمرا في ثورته لا ترهبة قوة العدو وبطشه ، ولا توهن قواه وإرادته خذلان النصير ، حتى انتزع بعون الله استقلاله بعزة وكرامة بعد دحر جيش الاحتلال ، وخروجه من إرتريا وهو يجر أذيال الخيبة والهزيمة الشنعاء هربا إلى دول الجوار في عام 1991م .

وابتهج الشعب في الداخل والخارج لهذا النصر المبجل ، وودع حقبة المأساة التي طالما تمنى وترقب نهايتها ، وبدأ في رسم تطلعاته لعيش كريم ، وبناء وطن يسوده الامن ، يشارك فيه جميع الإرتريين بكل ألوانهم السياسية والاجتماعية في نظام سياسي يعلي قيم العدالة والكرامة الانسانية ، لكن للأسف خاب هذا الحلم وأصبح سرابا بقيعة ، وارتدت من جديد حالة الاضطهاد والإستبداد لتمارس بصورة أبشع وأشمل ضد الشعب الإرتري من مجموعة إسياس التي انتهزت الفرصة ، فمحورت انتصارات الشعب لفرض هيمنتها وبرنامجها الاستبدادي ، وأغلقت الباب دون عودة أبطال الثورة في الخارج ممن يختلفون  معها في الرأي ، وقامت باعتقال مئات العلماء والأساتذة والسياسيين والإعلاميين في ظروف لا تراعي الحقوق الإنسانية والعدلية ، وما زالوا مجهولي المصير أمواتا أم أحياء ؟!! ، وأصبح المواطن في الداخل سخرة لنظام الجبهة الشعبية ممتهن الكرامة ، يتحمل تبعات سياساتها الطائشة وحروبها المدمرة مع دول الجوار ، ليخسر فيها من الأنفس في سنين معدودة ما لا يخسره في عقود حرب التحرير وبأضعاف مضاعفة ، وأصبحت إرتريا دولة فاشلة تعتمد على التهريب والأتاوات ، وعلى المنح والمساعدات المقدمة من الحكومات والمنظمات ، ليس فيها مؤسسات الدولة ، تخضع لحكم الفرد ، يتفشى فيها الفساد، وتتحكم فيها المجموعات الأمنية ، وتشهد صراعات وإقطاعيات بين القيادات العسكرية ،لا أمل يلح لأبنائها لأن يحققوا طموحاتهم ، وصارت بالنسبة لهم سجنا لا يطاق البقاء فيه ، فكانت موجة الهروب من أصناف المجتمع عسكريين ومدنيين وشباب إلى الدول المجاورة ، وتعرضوا لابتزاز تجار البشر ومخاطر الهروب للوصول إلى أروبا طلبا لحياة كريمة . فإرتريا التي كانت مضرب المثل في الإباء والبطولة صارت اليوم مثلا في السوء ، فهي أسوأ دولة في ملفات حقوق الإنسان وحريات التعبير وسوء المعيشة ، الأمر الذي يدعو إلى العمل للتخلص من هذا النظام وإعادة الثورة بكل ما تعنيه هذه المفردة من أجل تحرير الإنسان الإرتري ، وتحقيق الكرامة والعدالة والعيش الكريم ، بتضافر الجهود بين كل الإرتريين قوى سياسية ومدنية في الداخل والخارج وفي كل الميادين وبكل الوسائل المتاحة في مواجهة هذا النظام وإزاحته ، فلا استقرار ولا تقدم ولا نماء لشعبنا إلا بذلك .

وبهذه المناسبة التي تمثل الإباء والشمم ، والعزة والكرامة نجدد الأمل ،  ونقوي الإرادة ، ونشحذ الهمم للعمل بجهود مشتركة في معركة تحرير الإنسان الإرتري ، لينعم كغيره من شعوب العالم بالأمن والكرامة في بلده .
وتملي ذكرى انطلاقة الكاح المسلح المسئولية الكبرى على القوى السياسية ، وتستوجب عليها أن تتسامى عن خلافاتها الانصرافية، وترتقي بعملها إلى الانشغال بهموم الوطن والمواطن التي تتوحد فيها كل الأطراف ، وأن تطور من آلياتها ووسائلها ، وأن تعزز وتضاعف من جهودها حتى تختصر المسافة وتحقق المأموول منها .

المكتب التنفيذي

للمؤتمر الإسلامي الإرتري

1/9/2015م