موسى يوسف أحمد ينعي نجمٌ من سماء إرتريا ومن أعمدة معلِّميه ومربي الأجيال
نشر من قبل omaal في 05:47 صباحا - 03 02 1435 هـ (06 12 2013 م)

موسى يوسف أحمد ينعي

نجمٌ من سماء إرتريا ومن أعمدة معلِّميه ومربي الأجيال


تفاصيل الخبر

بسم الله الرحمن الرحيم  

يا أيتها النفس المطمئنة إرجعي إلى ربك راضية مرضية فإدخلي في عبادي وإدخلي جنتي .. صدق الله العظيم ..

أفل اليوم في ٢٣/١١/٢٠١٣ نجمٌ من سماء إرتريا ومن أعمدة معلِّميه ومربي الأجيال وأحد النخب الذين دافعوا عن اللغة العربية في إرتريا كان رجلاً مرناً وأباً وأخاً ، في علاقاته وكان صارماً إدارياً صريحاً في تعامله وكان سيِّد موقفاً وقت الشدة التي تتطلبُ المواقف في محطاتها المتشعبة ، غرس في أجياله حب العلم والمعرفة والوطن وكان متميِّزا في بلاغة اللغة الإنجليزية وقواعدها وقد يرجع إليه الفضل على تصحيح بعضٍ من مفرداتها ونال جائزة إعجابٍ وتقديرٍ فيها ، كان وطنياً خالصا للقضية الإرترية قبل وبعد الإستقلال ويٌشار عليه البنان في بعض المواقف الشجاعة ، دافع للعلم والمعرفة في محاربة الجهل والأمية في المنابر العربية لإتحاد المعلمين العرب ، وكان سباقاً في محاربته الأمية والجهل وغيورا على كل ما يتصل بأبناء جلدته حيث يرجع إليه الفضل على تأسيس ثانوية أغردات بعد أن رفضت بشدة إثيوبيا هيلي سلاسي في إفتتاحها بحجة عدم الإستقرار في المدينة وذلك من أجل تجهيلها وفرض الأمية فيها ، وقد أسقط تلك الحجج الإثيوبية المرحوم الإستاذ صالح محمد محمود على إفتتاح المدرسة بتبني القرطاسية وجميع المستلزمات المكتبية من جيبه الخاص ، وُيقال أنه وأثناء حفل التخرج الذي شارك فيه الأمبراطور هيلي سلاسي الذي كان يقوم بإعطاء الشهادات للخريجين من جامعة قهاس كان المرحوم الإستاذ صالح محمد محمود الوحيد من هؤلئك الخريجين الذين لم ينحني أمام الأمبراطور وفق التقليد المتبع أثناء استلام الشهادة الجامعية ، مما أثار حفيظة الأمبراطور وسؤاله له من أي منطقة أنت ؟ فأجابه المرحوم دون التردد أنا من إرتريا ، وفي العام ١٩٧٣ قامت الدوريات الإثيوبية تستفز الطلاب والطالبات بإنتهاك حرمة المدرسة فكان المرحوم بماعرفت عنه تلك الجرأة والشجاعة بطردهم ومنعهم إنتهاك حرمة المدرسة وبتحدي ملحوظ أمام طلابه ، كان آخر لقائي به عام ١٩٩٤ في سوريا حيث كنا معاً نمثل الوفد الإرتري في إجتماعات إحدى الدورات لإتحاد المعلمين العرب ، ألا رحم الله الإستاذ صالح محمد محمود وأسكنه فسيح جناته مع أولئك الأطهار من النبيين والصديقين والشهداء وحسُن أولئك رفيقاَ وألهم آله وذويه وأحبائه وتلامذته الذين نهلوا من منبع علمه الواسع الصبر وحسن العزاء .. وإنا لله وإنا إليه راجعون

موسى يوسف أحمد