جبهة التحرير الارترية/ كلمة اللجنة التنفيذية بمناسبة الذكرى(49) لمعركة (تقوربا) التاريخية
نشر من قبل omaal في 05:33 صباحا - 04 05 1434 هـ (15 03 2013 م)

جبهة التحرير الارترية

كلمة اللجنة التنفيذية بمناسبة الذكرى(49) لمعركة (تقوربا) التاريخية

 


تفاصيل الخبر

بسم الله الرحمن الرحيم

جبهة التحرير الارترية

ELF Slogan 012 A.jpg

كلمة اللجنة التنفيذية بمناسبة الذكرى(49) لمعركة (تقوربا) التاريخية

الأخوة والأخوات أبنــــــــــاء الشعب الارتــــــــــــــري المنـــــــــــــاضل:

الأخوة والأخوات المناضلون رفاق الدرب في جبهة التحرير الارترية:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نحتفل هذا اليوم  بمرور (49) سنة على حدث هام أدت نتائجه إلى تغيير الملامح العامة للمعطيات على ساحة الصراع بيننا وبين عدونا المحتل ووضعتنا– نحن الارتريين- شعبا وثورة وجيش تحرير، على أعتاب مرحلة جديدة ، وكان ظاهر الحال يومئذ يقول بعكس ما أفرزته تلك المعركة التاريخية. فقد كانت المواجهة في الحقيقة – ضربا- من الخيال صار واقعا أيقظ العدو وأرق مضجعه زهاء ثلاثة عقود تالية. لقد كانت (تقوربا) معركة كبيرة وفاصلة بكل المقاييس بين الثورة  الطرية العود ومقاتليها قليلي العدد وبتسليحهم المتواضع إلا من قوة الإيمان بالقضية والمطالب العادلة في الحياة الحرة الكريمة، وبين المؤسسة العسكرية للاحتلال المجهزة بأحدث ما أنتجته مصانع الدول الاستعمارية حينها والمدربة على كل فنون القتال ، في أول معركة واجه فيها (جيش الاحتلال) أبطال الثورة بعد أن استعد لها النظام الاستعماري جيدا  واختار مسرحها وتاريخها وانتدب لها من بين قواته تلك القادمة من أدغال إفريقيا يسوقه حلمه وغطرسته فاعتبرها نزهة وهو يمني نفسه بالقضاء على الثورة في مهدها فالتقى الجمعان على ارض (تقوربا).

 في ذلك اليوم صبيحة الخامس عشر من مارس 1964م لم تكن الكلمة والقول الفصل لصنوف الأسلحة الحديثة وأدوات الفتك المتطورة ، بل كانت للرجال المؤمنين بعدالة قضيتهم والأوفياء لمسيرة البحث عن الكرامة التي انطلقت في 1960م بتأسيس (جبهة التحرير الارترية) بقيادة الزعيم الوطني الشهيد إدريس محمد آدم وثلة خيرة من أبناء ارتريا الأوفياء تحت راية لا بديل للاستقلال التام لإرتريا ، ثم أرّخت لميلاد الإنسان الارتري الحر في الفاتح من سبتمبر 1961م عبر بندقية الشهيد القائد حامد إدريس عواتي ورفاقه الميامين وشرارة الكفاح المسلح ومعركة التحرير الوطنية. حيث أبلى فيها رعيل الثورة الأول بقيادة الشهيد القائد محمد علي إدريس (أبو رجيلة) بلاءً حسناً ولقنوا جيش الاحتلال درسا في البطولة الفداء والوفاء للمبادئ وتمكنوا من دحره وخيبوا آماله في تحقيق حلمه بقتل الثورة حينما مُني بأول هزائمه على يد أبطال جيش التحرير بعشرات القتلى والجرحى وعاد أدراجه يجر أذيال الخيبة والهزيمة من حيث أتى.

لقد كانت نتائج صمود أبطال الثورة الأوائل في معركة (تقوربا) في وجه جيش الاحتلال وتكبيده تلك الخسائر الفادحة في الأرواح عاملا حاسما في تمكين الثورة والشعب الارتري من الصمود المستقبلي للثورة في المسيرة التي استمرت سبعة وعشرين عاما من المواجهات والمعارك المستمرة وتزويدها بالمعنويات والثقة في النفس على إلحاق الهزيمة النهائية بالاحتلال . بينما أفرزت نتائج معركة (تقوربا) انعكاسات سلبية في الجانب الآخر للصراع وغرست الإحساس لدى العدو بالعجز أمام الشعب الارتري وثورته وكشفت أمام المحتل الحقيقة التي تخفيها قادمات الأيام في هذه المواجهة الطويلة.

وكنتيجة مباشرة لانتصار أبطال (تقوربا) تمكنت جبهة التحرير الارترية من تعزيز روح الصمود في أوساط الشعب والتحق الشباب الارتري بجيش التحرير في ظل هذا الانتصار الذي أهان جيش العدو ومرغ سمعته في الوحل بينما عزز صمود الثورة وعزز الثقة في الثورة وقدرتها على الانتصار.

أيها الأخوة والأخوات المناضلون:

عندما نحتفل بذكرى هذه البطولات والتضحيات الجبارة التي ولدت نصر (تقوربا) إنما نفعل ذلك من أجل أن تبقى حقائق التاريخ النضالي للشعب الارتري حاضرة في الوجدان وبعيدة عن التزوير . ولتكون معانيها النبيلة حية أمامنا نحن الذين مازلنا نخوض معركة استرداد حقوق شعبنا التي سطت عليها عصابة الشعبية المجرمة.

فقد كان من حق الشعب الارتري بعد كل تلك التضحيات الجسيمة أن يسعد بنيل حقوقه التي ضحى من اجلها ويستريح بعد عناء تلك المسيرة الطويلة من النضال البطولي وينعم بالحرية والكرامة التي دفع مهرها من فلذات أكباده . لكن تسلط النظام العنصري لزمرة الشعبية الذي استبدت به الأحقاد قد رمى مجددا بشعبنا ومناضليه في أتون معركة جديدة  وفرض عليه الاستمرار في الدفاع عن حقوقه التي أنكرها نظام الفئة الواحدة. إن صمود أبناء شعبنا وثبات مناضليه طوال العقدين الماضيين في وجه نظام اسياس افورقي الجائر رغم كل الصعوبات وتمكن المقاومة  من تجاوز كل العقبات الحرجة والمؤامرات والدسائس من قبل النظام وعملائه على المستويين الدولي والإقليمي يكشف غباء الزمرة المتسلطة في اسمرا التي ما تزال سادرة في رحلة التيه والعنجهية والغطرسة التي تعميها عن رؤية الحقائق.إن النظام القمعي الذي تتجرع البلاد مرارات ما جرها إليه من ويلات ودمار وتوقف لكامل الحياة فيها ، غير مؤهل لتحقيق مصالح الوطن والمواطن . وهو ما أوصد في وجه شعبنا كل الأبواب للتمتع بحقوقه المشروعة إلاّ باب مواصلة النضال لإزالة هذه الطغمة المتعصبة التي تصر على دفع البلاد إلى الهاوية رغم تفكك نظامها وتآكله تحت وطأة وقسوة القهر حتى على أركان وأتباع النظام نفسه وبروز التململ والهروب من بين صفوفه والانشقاقات تحت مسميات الإصلاح مرة والتصحيح أخرى والتذمر والعصيان ثالثة فانكشفت عورة النظام البوليسي وبانت حقيقة تلك الفئة المتعصبة وزالت كل المساحيق التي ظلت تزور بها حقيقة وجهها العنصري وانعزاليتها وما أدل على ذلك من حملة التصفيات الجائرة التي تنفذها الآن بهدف إلغاء الآخر كليا.

أيها الأخوة والأخوات المناضلون:

إن كل المؤشرات الماثلة اليوم تؤكد بما لا يدع مجالا للشك إن عهد الخداع والتضليل قد ولى إلى غير رجعة رغم مكابرة رئيس النظام وإغماض عينيه عن الحقائق. ولم يعد من مستمع لأكاذيب هذه الزمرة التي فقدت كل عوامل بقائها. وعلى شعبنا أن يستعد للنقلة الكبيرة في حياته فقد آتت نضالاته وتضحياته أكلها ودقت ساعة رحيل النظام الدكتاتوري فانه يتكئ على منسأة سليمان وعلى هؤلاء المسخرين الذين يعملون عمل الجن تحته أن يستفيقوا قبل أن يخر ساقطا.

إننا في هذا اليوم وفي ذكرى انتصار جيش التحرير في معركة (تقوربا) التاريخية نجدد عهدنا لشعبنا الوفي وشهدائنا الأبرار ومسيرتنا الوطنية أن نظل أوفياء ونسير على الدرب حتى تتحقق أهدافنا في اقتلاع الدكتاتورية من أجل أن تكون ارتريا وطنا لكل الارتريين وليس ذلك ببعيد.

تحية وفاء للرعيل الأول الذين وطدوا أقدام الثورة بإيمانهم وعزيمتهم الفولاذية.

تحية لمقاتلي جيش التحرير الممسكين ببندقية عواتي الصامدين رغم الأهوال والتحديات.

المجد والخلود لشهدائنا الذين قدموا أغلى ما يملكون من أجل تصبح ارتريا حرة مستقلة.

اللجنة التنفيذية

15/3/3013م