كلمة الجبهة في اليوبيل الذهبي للكفاح المسلح
نشر من قبل omaal في 10:56 مساء - 03 10 1432 هـ (01 09 2011 م)

جبهة التحرير الارترية

ERITREAN FLAG 2010.jpg

كلمة الجبهة في اليوبيل الذهبي للكفاح المسلح

 


تفاصيل الخبر

بسم الله الرحمن الرحيم

جبهة التحرير الارترية

ERITREAN FLAG 2010.jpg

كلمة الجبهة في اليوبيل الذهبي للكفاح المسلح

يا أبناء  شعبنا الارتري المناضل

الأخوة والأخوات الشرفاء- زاد المسيرة ووقود شعلتها وجوهر غايتها-

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في هذا اليوم العظيم من أيامنا الخالدة – مرور إحدى وخمسين سنة على تأسيس جبهة التحرير الارترية وخمسين عاما على انطلاق شرارة الكفاح المسلح في ربوع ارتريا- يسرنا أن نتقدم إليكم جميعا بأجمل تحياتنا النضالية.

لاشك أن تأسيس الجبهة في يوليو من العام 1960م كان بداية التحول الجدي نحو تشكيل الملامح الرئيسية للمشروع الوطني الارتري المقاوم للاستعمار من خلال شعار لا بديل للاستقلال التام لإرتريا الذي وضع الارتريين على طريق الكرامة عبر تبني أسلوب الكفاح المسلح وحرب التحرير الشعبية في وجه الاحتلال الأثيوبي. وجاءت الأقدار التي نسجت طريقنا وشكلت ملامحنا فيما بعد عبر سني التحدي الذي اخترناه عنوانا لنا ، لتجعل من غرب إرتريا - وجبل أدال تحديدا- مكان الميلاد، ولتجعل من صبيحة الفاتح من سبتمبر من عام 1961م ساعة الميلاد وليعلن القائد الشهيد حامد إدريس عواتي من فوهة بندقيته ميلاد الإنسان الارتري الحر. وأخذت حرب التحرير الوطنية وجبهة التحرير الارترية وجيش التحرير الارتري تشكل خطوة خطوة هذا الإنسان الارتري الجديد الذي صار يعبر عن نفسه بالذخيرة التي كان صوتها يعلو مع كل فجر جديد حتى تمكنت من تمثيل كل الارتريين وجحفلتهم معها في معركة الكرامة تلك ، وسمت بهم إلى مراقي النقاء والصفاء والولاء الوطني الذي تفتح صمودا وعطاءً بلا حدود وخلق من شعب ارتريا العظيم حاضنة للثورة وأبطالها الذين تحولوا إلى أنشودة عشق في كل قلب وعلى كل لسان على امتداد الوطن ولّد صمودا أسطوريا تحقق به النصر بعد مسيرة ثلاثين عاما من المعارك المتواصلة والتضحيات الجبارة من الأرواح والدماء والأموال.

أيها الأخوة المناضلون :

لسنا بحاجة اليوم لنناقش بعد أن أثبتت الأيام صحة الخيار الارتري في امتشاق البندقية ، وبعد أن رضخ الاحتلال لإرادة الارتريين تحت وطأة الهزيمة وقرر ترك ارتريا لأهلها ، نقول لسنا بحاجة لنناقش إن كان شعبنا ناضجا بما يكفي ليفهم الحرية ومطلوباتها بعد أن قدم لها مهرها الغالي من فلذات أكباده وكرائم أمواله ثلاثين سنة في مواجهة الاستعمار وعشرين أخرى في مواجهة الاستبداد والانحراف الذي أحدثته عصابة الشعبية. بل يمكن القول بكل اطمئنان إن محاولات الإساءة لشعبنا ونعته بالجهل والتأخر عن فهم متطلبات الحياة الحرة الكريمة هو عين التخلف والعجز عن فهم مسيرته البطولية ونتائج تضحياتها الجسيمة .

 إن الذين يشككون في نضوج الشعب الإرتري ورقيه وقدرته على استيعاب متطلبات (الحداثة والعصرنة) ينفذون عن دراية أو بدون ذلك مخطط تزوير التاريخ الارتري الذي تضطلع به الشعبية ومن ورائها كثيرون على الساحة الدولية الإقليمية والدولية، ويريدون أن يطمسوا به معالم الطريق الذي سلكه شعبنا إلى الحرية وبالتالي يسعون إلى لي عنق الحقيقة وتجريد هؤلاء الشرفاء عن الشرف الذي استحقوه ودخلوا به التاريخ من أسمى مداخله إرترياً وإقليمياً وعالمياً ونحتوا أسماءهم ومجتمعاتهم ومناطقهم التي احتضنتهم في (ساعة العسرة) بأحرف من نور في ذاكرة التاريخ. إنهم أيها الأخوة إنما يسعون إلى تجريدنا من استحقاقنا الذي انتزعناه من أعماق الظلمات وغياهب المجهول الذي أرادته لنا قوى الشر والعدوان وعليه وجب أن يكون الرد بالمحافظة على وقائع التاريخ وأحداثها نظيفة كما كانت في أيام وسنين حدوثها فمن حق أبنائنا علينا أن يقرأوا التاريخ بوجهه الصحيح ليقفوا على حاضر سليم ويتمكنوا من بناء مستقبل آمن ومعافى.

إننا أحوج ما نكون اليوم إلى استيعاب دروس الانطلاقة الأولى لمعركة التحرير التي بدأتها جبهة التحرير الارترية – ظروف الميلاد من المعطيات الذاتية والموضوعية التي كانت تحيط بها – قلة ما باليد من متطلبات المعركة - قدرتها على تجاوز كل المؤامرات التي واجهتها - صفات قادتها الأوائل ، مستوى إيمانهم وإخلاصهم ، مستوى وعيهم بالهدف الاستراتيجي وحبهم وولاؤهم للوطن وتجردهم من الذاتيات.

إننا نعيش اليوم مرحلة الدفاع عن سبتمبر بكل مضامينه الخيرة ، عن تلكم المبادئ وقيمها الإنسانية من الرجولة والشهامة والنقاء الوطني الذي حقق لنا الانتصار على الاحتلال ، لنهزم به الدكتاتورية والتخريب الذي تمارسه هذه العصابة لضيع به مستقبلنا وتشوه به قيمنا وتبدد به أحلام أمهات وزوجات وأبناء الشهداء.

إن احتفالنا باليوبيل الذهبي لمعركة أدال التاريخية هذا العام ينبغي أن يزودنا بشحنات هذه الانطلاقة ويملأ نفوسنا بروح التحدي التي طبعت بدايات حرب التحرير ونتخذ منها شعارنا في المواجهة مع هذا النظام الفاسد (ليكن سبتمبر هذا العام بداية النهاية لهذه الطغمة العنصرية) ونستلهم منه كل صور الصمود البطولي الذي أزاح الاستعمار عن كاهلنا لندك بها عرش الظلم الذي شيدته هذه العصابة الفاسدة.

أيها الأخوة المناضلون :

تطل علينا هذه الذكرى ووطننا العربي يغلي بثورات على أنظمة ويطيح بها وهي في سوئها أقل بكثير من جرائم نظام أسياس أفورقي بحق شعبنا. هذا النظام الذي لم يترك أمام أبناء ارتريا إلاّ خيارا واحدا تماماً كما فعل الاستعمار من قبل . خيار قبول التحدي والمواجهة ، والوفاء لشهداء المسيرة عبر خمسين عاما .

إننا في جبهة التحرير الارترية نجدد عهدنا وعزمنا على السير حتى تحقيق مبادئ سبتمبر في انتزاع حق شعبنا في نيل الحرية وبسط الأمن وتوفير الكرامة لكل أبناء الوطن.

تحية لمؤسسي جبهة التحرير الارترية الذين اختطوا نهج الحرية رغم التحديات .

تحية لمفجر الكفاح المسلح ورفاقه من الرعيل الأول الذين أناروا لنا درب الحرية رغم الظلمات الحالكة.

الرحمة لشهداء الحرية قناديلنا في الليالي الحالكة.

وكل عام وأنتم بخير

اللجنة التنفيذية

1/9/2011م