توحيد الجهود ضرورة حتمية تقتضيها الضرورات....!! بقلم : ود دامر حليب
نشر من قبل omaal في 15-02-2015

بسم الله الرحمن الرحيم

توحيد الجهود ضرورة حتمية تقتضيها الضرورات....!!

بقلم : ود دامر حليب

إن المتأمل في أداء المعارضة الإرترية السياسي والإداري يجد إعوجاجاً في مساره وإختلاطاً في مفاهيمه وأولوياته وهذا يحتم عليها مراجعة أهدافها وممارساتها بعين فاحصة متجردة من الهوى والأنانية التي أدت بها إلى هذه النتيجة السلبية ، والخروج إلى مسارات أوسع من تلك التي تدور بفلكها واضعة في حسبانها أنها لا ولن تصل إلى أهدافها دون التصالح مع مكونات هذا الشعب الأبي بالسير على الطريق القويم لتحقيق المصلحة العامة.

ناضل شعبنا كثيراً تحت رايات متعددة ، متناحرة ومتسابقة نحو الهدف السامي ظنا من هذه الجهة او تلك أنها على الحق وغيره على الباطل ، بذلنا كل ما بوسعنا من إمكانات مادية وبشرية، ولكننا خلال نص قرن من الزمان لم نستطيع أن نتحرك شبراً نحو هدفنا الواضح وضوح الشمس بل أصبح حراكنا هذا وقوداً دفع ماكينة عدونا الأول للوصول إلى مبتغاه فطمست هويتنا وشردنا في الآفاق، وجعلت وطننا سجناً كبيراً، الأمر الذي جعلنا نعيش الصدمة ونحصد الهشيم.

وبالرغم من ذلك أرى البعض مازالوا يرون في نهجهم المذكور طريقاً للتعاطي السياسي على الأقل من الناحية العملية ، أما من الناحية النظرية نجد أن كثير من القطاعات الفكرية والتنظيمية اتضح لها تماماً عدم جدوى الاستمرار في ذلك النهج ولم يتبقى إلا السعي لدفع عجلة الوحدة الوطنية والعمل في إطار موحد لتتظافر الجهود وتثمر الفعاليات الوطنية .

لذى وجب علينا أن نخلع أنفسها من الوهم الذي عشناه طويلاً وأن نرفع الغطاء السميك الذي يحول بيننا وبين النظر إلى الحقيقة الصارخة .

 وللدفع بهذه الفكرة نذكر الآتي :

1- إستشعار المخاطر والأضرار التي ترتبت على تفرقنا والحالة التي ستؤول إليها الأوضاع في حال إستمرارنا في هذا النهج ولاسيما في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها قضيتنا، وإبداء روح المسئويلة والإيثار ونكران الذات.

2-  تكثيف البرامج التنظيمية الداعية إلى الوحدة والعمل على تقارب المناهج والأفكار التنظيمية المختلفة لإبرازاً بغضنا للفرقة والتشرذم وكراهيتنا للعوامل التي أدت بنا إلى هذا الشتات.

3- دعوة كل العاملين في الحقل السياسي ومبادأتهم –خيركم من يبدأ بالصلح- وأن يصبر القائمون على لم الشمل وتوحيد الجهود على الأذى الذي قد يلحق بهم جراء مبادراتهم المحمودة حتى تتمكن دعوتهم من الظهور وأن يكون لها صدى في أفكار الناس وتزرع الثقة بين الفرقاء.

4- التنازل من كل الأطراف وخاصة الطرف الذي عليه عبئ الدعوة عن ما يعتبره الطرف الآخر معيقاً للوحدة الوطنية فوراً لأننا بتنازلنا لبعضنا نتمكن من لم شمل الوطن.

5- عدم تعبئة القواعد بالتحليلات السياسية المبنية على الآمال والأمنيات المجردة عن حقيقة الأمر الواقع، وأيضاً مصارحتهم بالحقيقة المجردة ليس كما كان من قبل بغية رفع الروح المعنوية التي درجت عليها معظم التنظيمات العاملة في تنويراتها. ليتم بلورة رأي عام ينزع إلى التوحد مع الكيانات المماثلة في الساحة لجمع مكونات هذا الشعب الأبي في بوتقة واحدة.

أخيراً يجب أن نعلم أن هذا النظام البغيض لم يتبقى له من رصيده السياسي والفكري والإجتماعي إلا خلافاتنا وتناحرنا الذي أدى بنا إلى مزيد من تكريس هيمنة هذا النظام وإطالة عمره ، فهلا نزعنا منه هذه الورقة التي يعتبرها أهم أوراقه الرابحة.

دام وطننا معززاً مكرماً تحت حكم أبنائه وعلت رايته عالية خفاقة بين الأمم....