خطوات على الطريق / بقلم : ود دامر حليب
نشر من قبل omaal في 07-02-2015

بسم الله الرحمن الرحيم

خطوات على الطريق

بقلم : ود دامر حليب

هناك العديد من العناوين يمكن وضعها تحت هذا العنوان العريض ولكني سأكتفي بثلاثة محاور رأيتها أساس بلاء هذا النظام ونقطة إرتكاز يتكئ عليها من يعارض هذا النظام لتعطيهم شرعية وقوفهم ضد هذا النظام العنصري البغيض.

إن الانسان جبل على تحقيق هويته التي يعتبرها جزء من مكمل شخصيته التي يعتد بها ولذلك يجود بالغالي والنفيس من أجل تحقيقها و يعرض نفسه لخطر الموت من أجلها. أما إذا رجعنا إلى عنوان المقال (ماذا نريد من معارضة النظام؟..) فإنه يعتبر من صميم المعاني التي ندرك أهميتها جيداً ولذلك لا بد من الإجابة عليها بشفافية بالغة لأنها تصب في تجلية وتنقية أهدافنا الإستراتيجية التي لا نحيد عنها.

المحور الأول: هو وقوف النظام ضد تحقيق هويتنا التي أرتضيناها لأنفسنا.

وهذا المحور يعتبر من الأهمية بمكان حيث سعى النظام بكل ما أوتي من قوة لطمسه في دواخل شعبنا بشتى الطرق الناعمة وضعه من ضمن أهدافه  الإستراتيجية واعتباره جسراً يعبر به لتحقيق اهدافه العليا ، لذلك يجب على من يتصدر العمل السياسي الإرتري أن يضع هذا الخيار نصب عينه لأنه يعتبر البداية لمعرفة أهدافنا الإستراتيجية.

والناظر إلى ممارسات هذا النظام الظاهرة منها والمستترة يشعر بأن هذه النقطة أهم ما ينجزها هذا النظام ، وفاء لمبادئه التي تتمثل في خلق ثقافة وقيم إجتماعية دينية لا صلة لها بالشعب الإرتري في ماضيه وحاضره ومستقبله. ولذلك يجب ان يتم التحرك العكسي لهذه الاستراتيجية بالآتي:

-       تنوير  العقل الجمعي للشعب الإرتري بمخاطر هذه السياسات

-       فضح الممارسات التي تصب في هذه النقطة وإبرازها للرأي العام المحلي والإقيلمي والدولي وحل النقاط المبهمة التي تشكل عائقاً لمعرفة العقلية الظلامية لهذا النظام. وفي هذه النقطة يجد المراقب أن هذا المحور كان أكثراً إحتراماً في الحكومات الإستعمارية منه في الحكومة الوطنية المزعومة تحت ظل هذا النظام الدكتاتوري الذي يمتلئ حقداً وغلاً تجاه ما هو يصب في هذه النقطة (محاربته اللغة والثقافة العربية، وتشجيع تعميق التناقضات الإثنية بين مكونات الشعب الإرتري وتحريض بعض الكنسيين لبناء الكنائس في مناطق لا يوجد بها أي مسيحي).

-       دراسة الأضرار التي تحصل بسبب هذه السياسات التي يطبقها النظام في هذا المحور.

المحور الثاني هو محور الدين والموروث العرفي للشعب الإرتري.

الناظر إلى ممارسات هذا النظام في هذا المحور يجد العجب العجاب إذ كيف لشعب ناضل من أجل دينه وعرفه وموروثه الإجتماعي وضحى من أجلها بالغالي والنفيس أن يحرم من ممارستها ويعنف بل ويرغم لأدنى شبه وان تنتهك حرمته الجسدية والمعنوية بحجة المحافظة على الدولة وتوجهاتها الجمعية (التضحية من أجل الوطن) وفي هذه النقطة يجد المراقب أن هذا المحور أيضاً كان أكثراً إحتراماً في ظل الحكومات الإستعمارية أكثر من الحكومة الوطنية المزعومة.

المحور الثالث محور الاستقرار السياسي والرفاهية الإجتماعية.

أي إنسان في هذا الوجود لديه إحتياجات لابد من إشباعها أو على الأقل السعي لإشباعها ، ولذلك يقدم تضحيات جسام من أجل إشباع هذه الإحتياجات إذ لا يمكن ان يكون الإنسان ممتهناً طول عمره من أجل أشياء معنوية ولاسيما عندما يجد ان من يشاركوه هذه الأفكار يحصلون على قدر كبير لإشباع رغباتهم دونه الأمر الذي يولد في داخله الغبن. هذا الأمر ظاهر للعيان دون أدنى جهد من تمحيص في أمر الدولة الإرترية ، حيث نجد أبناءنا يعانون أشد المعاناة ويقدمون الخدمات بلا حدود دون أن يجدوا على أقل قدر من مكافأة جراء ما قدموه من تضحيات جسام، بل أن يتركوا طليقي السراح ليدبروا أمرهم ومعيشتهم آمنين في قراهم وبواديهم مع أرضهم (الزرع والضرع) ولكنهم بعد تقديمهم لهذه التضحيات الباهظة لن يستطيعو أن يجدوا مكاناً يأويهم من كشات هذا النظام الحاقد.

وهذا المحور أيضاً كان أكثراً إحتراماً في ظل الحكومات الإستعمارية.

خلاصة القول وإعتمادا على ما سبق ذكره فإن هذا النظام يعتبر عدواً للشعب الارتري الذي ناضل وضحى بكل غال ونفيس لم يستطيع تحقيق شيء يذكر بل حصد التراجع (في هذه الحقوق المذكورة) تحت حكم هذه العصابة الغاشمة ، وان هذه النتيجة الواضحة للعيان وهذا الحصاد المر يحتم عليه معاودة النضال مرة أخرى بزخم أقوى من الذي ناضل به في فترة الإستعمار لكي يستعيد حقوقه المسلوبة.