ارحمونا يرحمكم الله بقلم/ احمدعلي احمد
نشر من قبل omaal في 27-08-2014

ارحمونا يرحمكم الله

بقلم/ احمدعلي احمد                                                

منذ تأسيس  رابطة ابناء المنخفضات  من شهر مارس الماضي، لا يمر يوم علينا من غير ان تحمل لنا الشبكات العنكبوتية مقالات تتناول موضوع الرابطة  من قبل فريقين  متحاورين  من الكتاب.

يوضح فيها اصحاب احد الفريقين ،مساوئ  فكرة تأسيس الرابطة ، بينما  الفريق الآخر يوضح ايجابيات الفكرة .

ولان توضيح الواضح من المشكلات  كما يقال ، يلجأ كل الطرفين الى كتابة مقالات مطولة يشرحان فيها وجهة نظريهما ، بقصد اقناع كل طرف ، الطرف الآخر.

والملفت للنظر في الامر هو،  كلما قام احد الكتاب بكتابة مقال حول الرابطة  من هذا الفريق او ذاك ، نفاجأ في اليوم التالي برد الساع  ساعين من الفريق الآخر .

وبين الرد من هذا ، ورد الفعل من ذاك ، يلتزم بعض الكتاب بادب الحوار في كتاباتهم وردودهم، سواء كان من هذا الفريق اوذاك .

ويخرج  البعض  الآخر من  الكتاب  في ذروة الانفعال من طورهم ، ويخونهم التعبير ، فيختارون لعناوين  مقالاتهم ، عناوين تسيئ لمضامين مقالاتهم وبالتالي تفسد مقاصد رسالتهم. ليستغلها اصحاب الغرض  من الطرف الاخر ليصَبّ الماء البارد على الزيت الثائر، وإيغار الصدور، ويتسبب بالمزيد من المزايدات والتنافر لتتتحول القضية من تقريب وجهات النظر  وتبادل الرأي والراي الآخر الى مواجهة شخصية .   

وهكذا يتحول الحوار، الى حوار عقيم ، مضيعة للوقت، خارج الوقت، فلا هو يضيف جديدًا، ولا هو يوصل الى نقاشات موضوعية توصل الى مساومة تاريخية لحشد كافة الطاقات وتكريسها للهدف الاساس ، الا وهو اسقاط الدكتاتورية واقامة البديل الديمقراطي من اجل استرجاع الحقوق المغتصبة للجميع ، بل يمنح المغتصب فرصة ذهبية ليطلق العنان  ويتمادى في تكريس سياساته الدكتاتورية واغتصاب المزيد من حقوقنا المغتصبة  اصلا.

 اذن علينا ان نعترف  باننا نخوض  معركة  وهمية ، حامية  الوطيس ،لا نرى لها نهاية ، معركة لن يكون فيها منتصر ومهزوم، بل الكل سيهزم فيها في نهاية المطاف ، اذا استمرينا  على هذا المنوال من العناد لبعضنا البعض .

ولنتذكر ما قيل في هذا الصدد :( اذا التقت السياسة بالعناد ، فاقرأ على البلد السلام .)

وعليه ارى ان يتوقف الجميع عن هذه المعركة  الوهمية التي لا طائل من ورائها فورا ولنترك الكل ينضال على حسب الطريقة التي يؤمن بها دون تشهير او تجريح  او تشكيك.

واذا  كان اراء البعض منطلقا من ايمانه ، من مقولة :  " تأبى الرماح إذا أجتمعن تكسرا ..وإذا أفترقن تكسرت آحادا " او تجارب اخرى، فلا حرج اذا كان  البعض الآخر لا يؤمن بها ، كما ليس من حق احد، في كلّ حال، أن يجبر الناس على أن يكونوا مؤمنين بما يؤمن به ، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.

،  وقبل هذا وذاك ،  فلنتذكر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه (مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضو: تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى) .

فارحمونا  وتوقفوا عن المعركة  الوهمية  التي لا طائل منها ، يرحمكم الله .