تحية للرجال الذين كسروا جدار الصمت 21 يناير بداية لمسعى متواصل / أومال
نشر من قبل omaal في 27-01-2013

تحية للرجال الذين كسروا جدار الصمت

21 يناير بداية لمسعى متواصل

تحية للرجال الذين كسروا جدار الصمت وجعلوا من صباح يوم 21 يناير 2013 م صباحاً أرتريا خالصاً ويوماً مشهوداً سيظل حاضراً في ذهن الطاغية وباقياً في وجدان الارتريين الخلص ، في ذلك الصباح المهيب الذي لاتزال أحداثه ندية وردات الزلزال متوقعة . سلطت ولأول ومرة بعد سبات عميق الأضواء على ضباب أسمرا ، وكان ذلك الحدث في دولة الصمت القابعة في القرن الأفريقي ، ورشحت بعض بنود المطالب العادلة من الاعلام  ثم إنقطع الارسال ، وكان على رأسها إطلاق سراح المعتقلين السياسيين فوراً وتفعيل الدستور .... إلخ ، وجاءت هذه المحاولة الجادة بعد عقد من وأد محاولة الاصلاح التي قادها نفر من القيادة التاريخية للجبهة الشعبية ، وأولئك النفر دفعوا ضريبة محاولة الاصلاح من أرواحهم وحرياتهم ، وكانت محاولة على طريق الأمل بأن تكون إرتريا دولة يسودها القانون وتلفها الحرية ، دولة يطبق فيها الدستور الذي إرتضوه ، وفي ذلك اليوم الكالح إنتصر الجلادون على دعاة الاصلاح إنتصرت المقصلة على العقل والمخارج المعقولة من وجهة نظرهم لأزمات البلاد التاريخية  ، ساق الجلاد أولئك النفر من رفاقه للمعتقلات دون أن يرمش له جفن ، عاش  منهم من عاش وهو في تلك الأقبية الموحشة لايعرف أحد عنهم شيئ ، ومات من مات ولايقين عند أحد في دولة كل شيئ فيها مراقب  ، وظن الارتريون أن الاستبداد قدراً لاذب وأن طاغوت أسمرا باق على صدورهم وفي حلوقهم كقطعة الصبار كالزجاج ، وبدأ اليأس يتسرب لنفوس قصار الأمل والنائمون والحالمون والذين يسقطون خيباتهم وفشلهم وعجزهم من ركاب اللحظات الأخيرة ، وهم ليسوا قلة وهناك من بساط الناس الذين ينكسروا نفسياً ويعبروا عن إمتعاضهم عن خيبت أملهم ويسبون اولئك النفر الذين حاولوا ويتهمونهم بشتى التهم والنعوت وكأن الفشل غير وارد والاختراق غير محتمل والخيانة في واقع بالغ التعقيد غير متوقعة ، وكلنا نعرف أن طاغية أسمرا إستفاد من اللحظة التاريخية التي وفرتها له إنشغال العالم بأحداث ال 11 من سبتمبر كل الوسائط الاعلامية إنشغلت بذلك الحدث الضخم  ، فأجهز على دعاة الاصلاح السلمي ووئدت محاولة الاصلاح التي كانت تسعى لذلك قبل أن يتفسخ كسب الشعبية  التاريخي وقبل أن يتمدد ذلك التفسخ للبلاد وشعبها ، وكانت قبلها محاولة 1993م وهي هبة الجيش الشعبي وكان في ذلك الوقت لرأس النظام صدقية ومكانة فذهب إليهم وبث لهم الوعود فصدقوه ولما فضوا سامرهم إنقلب عليهم ولحس وعوده وساقهم أفراداً وجماعات لغياهب السجون والمعتقلات وفعل مشروع تسريح الألوف منهم وإعتقل العشرات من قادتهم وأشان لسمعة البعض من أبطال الجيش الشعبي ( صالح حروي وغيره ) ثم كانت الحملة الواسعة الأخرى في عام 1995م وإبتدع النظام من جراب أكاذيبه فرية الشروع في التآمر فساق المئات من أحرار إرتريا من الذين لم تروق لهم ألوان عيونهم وغيبهم خلف الشمس ، ثم وأد بذات الأكاذيب دعاة الاصلاح الذين خدعهم الربيع الكاذب من الحريات وتعدد الصحف بجانب إرتريا الحديثة الجريدة الرسمية الوحيدة وعادت البلاد لصيف حارق وجاف ، ويذكر أن النظام كيف ساق العديد من الصحفين في تلك الحملة المسعورة من أمثال وقبرهوت قلتا  داويت إسحاق و جشوا وصالح جزائري وإدريس أبوعري ...إلخ وأنهى ذلك النسيم بدعاوي كاذبة وأطلق حواريه لتشويه صورة أولئك الرجال وتشويه الصورة وإشانة السمعة والغدر والتآمر منهج تعودت عليه الشعبية منذ أن كانت تنظيماً مغموراً في الساحل الارتري ،  وفصول المحاولة التي لاحت صباح يوم 21 يناير وهي وإن عبث فيها الوشاة وغدر الغدارون برفاقهم وتراجع عنها الجبناء والمتخاذلون فإنها وإن وئدت ، فقد ضاعت فرصة أخرى أمام الشعبية لتجديد حياة حزبها وسلطانها بل وأمام الدولة والشعب ، فرصة لفك العزلة الاقليمية والدولية فرصة لفكفكت عقد الواقع السياسي والحقوقي في إرتريا ، فرصة لتصالح الشعبية مع نفسها وتصالح القوى السياسية الأخرى فرصة لرفع العقوبات الدولية المفروضة على الحكومة والبلد .

وبهذا الفعل الذي هو منتج أبناء السلطة يكون نفر منهم قد كتبوا عمراً جديداً للشعبية حكومة وسلطة ونعتقد أنها بداية الزلزال الذي سوف تتلاحق موجات رداته المتوالية وسوف تتنوع مظاهرها وإذا وئدت نهائياً كما يشع بعض عتات أنصار وعباد شخصية أسياس وربما يقبلون بأن يورثهم كاساس بيته لإبنـته إلسا وإبنه  أبرهام الذي أصبح الرجل الثالث في سلاح الجو وهو ماعاد غريباً سواءاً في دولة الملكية اليسارية ( كوريا الشمالية ) أو الجمهوريات الملكية ، ويكفي شرفاً أن أولئك الشرفاء قد حاولوا مخلصين وضع نهاية لمسلسل الاستبداد والطغيان والتهميش والاستعلاء .... يكفي شرفاً أن هؤلاء ومن مكانهم ألقوا حجراً على تلك البركة الجامدة الآسنة بذلوا جهدهم للمساهمة في التغيير وإطلاق سراح سجناء الرأي الذين يتراوح عددهم بين ال  10000ــــ 15000 .

الأمر ليس كما يدعي البعض ممن سكنهم كره الشعبية فنسوا أن هؤلاء جزء من نسيج مجتمعهم الارتري وإن الخلاف معها ليس خلاف مع الأشخاص والاسم بقدر ما هو خلاف مع المنهج والسلوك اليومي ومع الأيديولوجيا الشمولية المعادية للديمقراطية والحريات السياسية وحقوق الانسان المعادية للعدل والانصاف في بلادنا  إذاً المعاداة للنهج السلطوي الهدام ولأولئك النفر نقول أن هنالك المئات من الرجال المخلصين .... ونقول نحن في أسرة أومال لأولئك الرجال الذين حاولوا وحملوا أرواحهم على الأكف للتغيير طبتم أحياء معتقلين وطبتم أسماء مجهولة وطبتم أموات ويكفيكم فخراً أنكم حاولتم وطريق الألف ميل يبدأ بخطوة .

نقول لكم يكفيكم شرفاً أنكم أشعلتم شمعة أمل ولو لساعات في ليل بلادنا الحالك السواد وحتماً ستشعل تلك الشمعة سهول إرتريا ووديانها ، ويكفيكم شرفاً  أنكم حاولت وأثبتم أن حواء إرتريا ليست عاقر فهي ولود ومبشرة بالرجال والنساء الذين لايهابون الموت ، وأن في جنبات الشعبية رجال يعملون بصمت من أجل الحرية  ، لن يغير من هذه الحقيقة توصيفات مومياء النظام وسدنته من الأرزقية والمنتفعين والمأجورين والجهلة الذين غفلوا عن سنن الكون ، لن يغير من الأمر شلل تجار الشنطة والطفيلين وأغنياء الغفلة والتجارة الحرام من الذين جعلوا المال ربهم ودينهم والفرد وعصبته معبودهم دون الله ولاندري كيف سيفعل أولئك النفر عندما يلفظ طاغيتهم أنفاسه الأخيرة  وغداً سينهار الصنم وغداً سيموت من قتل ومن ظلم .

Omaal flag.gif

أسرة تحرير أومال