سبتمبر عام قبل الذكرى الخمسين ( اليوبيل الذهبي )
نشر من قبل omaal في 03-09-2010
سبتمبر عام قبل الذكرى الخمسين ( اليوبيل الذهبي )

تطل علينا ذكرى الفاتح من سبتمبر ذكرى إنطلاق جبهة التحريرالارترية الثورة والكفاح من أجل الحرية والاستقلال ونحن في إستعادة هذه الذكرى أمام سفر
من التاريخ البذل العطاء المدد والمعين التاريخي والمعنوى الذي يقوى من عزيمة شعبنا الارتري والشعوب الحرة المناضلة من أجل الكرامة  وهو بالنسبة لنا ذكري لعواتي الرجل الذي تأبط روحه وقاد الطليعة الأولى من رجال البداية من الرعيل والذين لبوا نداء الثورة دون تردد ودون أن يقلبوا في أذهانهم الظروف الذاتية والموضوعية ولو قلبوها كما كانت عليها في تلك المرحلة لما أشعلوا أوار الثورة المسلحة أبداً فالشعب ونخبته الفاعلة كانت منقسمة بين دعاة الوحدة مع إثيوبيا (الاندنت ) ودعاة الاستقلال والذي أفضى لقيام سليطة الفيدرالية والتي أجهض إستحقاقاتها بعض غلاة الاندنت ، وكاد الانقسام أن يكون عامودياً  مسلمين مسيحيين أو منخفضات ومرتفعات وكانت إستخبارات الامبراطور تعبث لتوسيع الهوة بين المكونات الوطنية الارترية ومحاولة الايهام بأن ما يفعله وتفعله حفنة من المستفيدين من إغداقاتها بأنه سلوك وموقف العامة ومحاصرة دعاة الاستقلال من الطرف الآخر( التقرنيا ) وخنق أصواتهم ومحاصرتهم والضغط عليهم عبر الغلات والقتلة ونشر الرعب والارهاب على نطاق واسع وخاصة مع الآخر بهدف نشر دوامة من الهجمات بين الأهالي وبزر عدم الثقة ونجح الاستعمار الجديد ( الامبراطور ) وهو رأس الكنيسة بإستمالة الكنيسة وقساوستها التي إنحازت لصفه وهذا ما ضلل جموع كبيرة من المؤمنين بها فوقفت سلباً وكانت ضحية لدعايات خصوم حرية وإستقلال إرتريا بجانب الدعاية المضادة للثورة فيما بعد ، لهذا كانت سبتمبر ثورة في وجه كل المعطيات غير المواتية وكانت مبادرة طليعة من الرجال صمموا لمواجهة كل تلك الظروف وأن يعبدوا طريق الثورة ونذكر عندما نذكر رجال سبتمبر الذي يحاول الاستبداد إسدال الستار عليهم نذكر محمد سعد آدم قائد القيادة الثورية الذي يكاد أن يطويه النسيان ونذكر عبدو عثمان أول مفوض صحي للثورة و بابكر محمد إدريس ونذكر قبرهوت ودي حمبرتي وقبرو يقين وقبرهوت قلتا ( فك الله أسره ) تماماً كما نذكر إزاز، وشمسى ، ووللو ، وعثمان آدم  ، وجمع آدم ،وعلى أحمد ودنقير ودشارف وهمد تمتام ، إبراهيم مبارك ، وأرروا إيلا ، وناتي شرفى ،أحمد أسمرا و أبرهام تخلى  عبدو محموداي وأحمد إبراهيم نفع حليب ستي ، وعثمان صالح علي وسعيد حسين ومحمد إدريس كلباي ونذكر من مات عنا وكان معنا بلأمس القريب أبورجيلا وعلي محمد سعيد ومحمد عافة محمد إدريس ونذكر إدريس محمد آدم  ذلك المؤسس الرجل الذي يحاول أن يتجاهله البعض ويتجاوزوا تعمداً أنه مؤسس الثورة مؤسس جبهة التحرير الارترية ، تجاوزت الثورة وهزمت كل التحديات والصعاب بل هزمت كل المستحيل وحولته إلى ممكن ودخلت الثورة كل البيوت وكل المناطق الجوامع والكنائس المدارس والمزارع والمصانع في إرتريا وتألق الرعاة والفلاحين في بلادنا سادة على الصبر والاحتمال والثبات والجلد وخرج هذا الشعب العظيم من مدرسة سبتمبر والكفاح الميداني والقتال اليومي أعظم القادة العسكريين والشعبين من الرعاة والفلاحين الذين لم يخطوا على الأرض حرفاً ولكنهم كانوا أبرع القادة العسكريين الذين عرفتهم ساحات المعارك والملاحم والقتال من سيتيت وحتى أرحيتا ، ورغم الانقسام بقى سبتمبر شعاراً ونضالاً وهدفاً عصياً على التأويل والتبديل وكان مثالاً لشعب لجيل ولطليعة لاتعرف المستحيل وإنتصرت الثورة وولد الكيان الارتري من بين ركام الدمار ورماد النار والشظايا والمدافع ولد من بين الانقاض وإشرأب بعنقه وجاء إندحار الاستعمار بقوة وعزم الرجال في مايو 1991م ثم كان الاستفتاء في 1993م وكان عرساً وطنياً إرترياً وكان الجميع يصوت لنداء سبتمبر لا بديل للاستقلال التام وتدفقت جموع قبيل وبعيد الاستفتاء آملين أن الثورة والانتصار قد جب كل التناقضات وأن فجراً إرترياً ديمقراطياً هو الآتى وكان من بين ِركاب العائدين جموع من فصائل ومن مناضلين طالما سقوا أيام الثورة من دمائهم وعرقهم ووقتهم وكان بينهم قادة فضلوا العودة والانضمام لما هو قائم وكان دافعهم حسن النية وحسن الظن وتقدير من طرف واحد ولكن من ساد وفرض نفسه بقوة الحديد والنار وفرضته تحالفات القوى الاقليمية والدولية والحصار الخانق الذي ضرب على قوى الثورة والتناقضات المتأججة بإستمرار والتي تسربت لمجتمع الثورة نفسه فإنصرف وصار من القاعدين الذين يأملون ولا يعملون كما كان الآباء وتسرب التمزق للنسيج الاجتماعي نفسه وعجزت الارادة الجماعية عن إيجاد تنظيم دور تاريخي ينظم القدرات الجماعية ويوجهها نحو هدف مشترك يخدم مصلحة الجميع خاصة وأننا نواجه اليوم قضية نكون أو لانكون وهي قضية فوق كل الايديولوجيات والشعبية التي صارت سيداً على الاعناق  رأي آخر وهي لم تستفد من دروس التجربة الأرترية أو حتى التجارب الانسانية ولم تقدم دولة الحرية والديمقراطية بل كرست سلطة القهر والاستعلاء والاستبداد ، ولأول مرة في التاريخ البشري يخون من يدعون أنهم المحررون الهدف المركزي للشعب الارتري بل وحتى لمناضلي الشعبية أنفسهم ويكرسون أسوأ سلطة عرفها تاريخ شعبنا ، فأيقظ ذلك القهر والاستعلاء الشوفيني روح إرتداد المكونات الارترية التي ناضلت معاً لعوامل الدفاع الذاتي عن وجودها الأضيق مما يضع الوطن الارتري برمته في محك خطير وهو نتيجة حتمية لإحتكار الوطن والاستبداد بالرأي والتفرعن والتنمرد على الشعب وصبغ كل ذلك باللبوث القومي والديني والثقافي وهذا الأمر يدفع جموع واسعة للجأر والمناداة بحق تقرير المصير وهو تعبير عن فقدان الثقة بين تلك المكونات والمجموعات التي يحكم النظام بإسمها وبقية الفئات التي يرى قادتها أنها تواجه الاستعلاء والاقصاء القائم وفي ذات الوقت تواجه الاستعلاء والاقصاء القادم والحالم وهذه إشكالية كبيرة أي قراءة خاطئة لها ستقود لنتائج لن تحمد عقباها علينا أن نفكر بعقل أن الوطن للجميع والحفاظ على وحدته وتماسكه مسؤولية الجميع وعلى أساس وطن الشراكة والحقوق والعدل ولن يتماسك بالهتاف وبالشعار وبالإستعلاء على الآخرين وكيل التهم وبعث الرسائل الخاطئة وتنصيب البعض لنفسه ألفا على الوطن والموطنين وحتى نخرج من كل ذلك علينا العودة لصفاء سبتمبر ولدور أهالي سبتمبر ، وفي تطور واسع مابين سبتمبر 1991م الذي كنا فيه وحدنا نحن في جبهة التحرير من نقول لا لنظام  أسياس والبطانة الطائفية الانعزالية ثم جاء من جاء بعدنا  وبين سبتمبر 2010م الذي يشرئب فيه الجميع بالاعناق نحو العمل الجماعي بعد ملتقى الحوار الوطنى الارتري للتغيير الديمقراطي الذي حاول فيه أبناء الشعب إعادة العربة لسكة الوطن الصحيح العادل وطن المشاركة والاخوة لا وطن الشمولية والطائفية والاستعلاء وسبتمبر القادم اليوبيل الذهبي لذكرى الثورة سيكون موعدنا مع أكبر مؤتمر وطني جامع ونحن نثق تماماً بأن إرادة شعبنا الخير العدل السلام الحرية ستنتصر وسنكون نحن في جبهة التحرير الارترية بها ومعها وكل سبتمبر وشعبنا بخير وسبتمبر القادم أروع وأحلى .
ولكم ياشعب سبتمبر سلام  وجبهة حتى انصر .