موقع (عنسبا) الالكتروني انجرّ الى المخطط أم جروه ؟ بقلم:علي عبد العليم
نشر من قبل omaal في 12-01-2011

بسم الله الرحمن الرحيم

موقع (عنسبا) الالكتروني انجرّ الى المخطط أم جروه ؟

 بقلم:علي عبد العليم

11/1/2011م  

        في خبرعلى موقع ( عنسبا كوم ) ،  يحمل العنوان : ( اثيوبيا تنهي استعداداتها لضرب النظام الارتري ، وتحدد لتنظيمات المعارضة أماكن تشكيلاتها بالداخل ...) ، وخص بالذكر تنظيمات جبهة التضامن الثلاثة ( الحزب الاسلامي الارتري ، وحركة الاصلاح الاسلامي وجبهة التحرير الارترية ) ، وهي ذات انتماء اسلامي وعربي ، كما هو معلوم .

        وعزا الموقع الخبر الى مصادر ( عليمة )  بالعاصمة الاثيوبية أديس أبابا ؟!.

        دعونا بدءا نحسن الظن بموقع عنسبا ، وانه غير ضالع في مخطط استخباري لنظام الجبهة الشعبية ، يستهدف زعزعة الثقة وسط المعارضة الارترية ، والعمل على اضعافها ، وتفتيتها ، انما كان هدفه تحقيق سبق صحفي ، وخبطة اعلامية تحدث دويا في الفضاء المعلوماتي للشبكة العنكبوتية ، وهذا بالطبع من حقه ، ولكن من حقنا وحق الرأي العام ، أن يتثبّت من صدقية الخبر ، ومصداقية المصدر الذي استقى منه ، ولا يكون كحاطب ليل ، لا يتبيّن ، فيصيب قوما ( التنظيمات الثلاثة ) بجهالة ( ولا نقول عمدا ) ، فيصبح على ما فعل ( من نشر الخبر دون تثبت ) من النادمين ( لذهاب مصداقيته ، و وروده موارد التهمة  ) .. أو كما دلت الآية الكريمة .

        بث موقع عنسبا ( الخبر ) الكاذب ، الذي جاءه من المصادر ( الفاسقة ) ، وبث معه الشكوك في وطنية التنظيمات الثلاثة ، التي اتفق المراقبون على انها فوق الشبهات ! . واتهمها بالانخراط في مخطط أجنبي يستهدف الوطن لأنها اتخذت الوسيلة العسكرية ، وان كانت اللغة الوحيدة التي يفهمها النظام ؟!. وهكذا التقط الطعم وابتلعه ، ربما بدافع الغيرة الوطنية ، أو تسجيل سبق اعلامي ، ايا كان الدافع فان الموقع انساق وراء مخطط الشعبية دون وعي وتبصر للمرامي والعواقب ،  وصار مطية لتنفيذ أجندة النظام الدكتاتوري ..

        كان من الانصاف أن يستطلع الموقع رأي التنظيمات الثلاثة فيما نسب اليها من اتهامات ، ويورد دفوعاتها مع الخبر ، فهذا حق أدبي وقانوني لها ، وكان يمكن أن يحفظ للموقع مصداقيته وحياديته ، ويبعده عن مواطن الشبهه ..

        أما وانه لم يفعل فمن حق التنظيمات الثلاثة واطارها الجماهيري ، جبهة التضامن الرد وبالكيفية التي تراها !.

        ان أوساط المعارضة الارترية في اديس ابابا تؤكد أن وراء الخبر الذي التقطه ( موقع عنسبا ) فصيل خارج عن الاجماع الوطني الذي تمثل في ملتقى الحوار الوطني الذي انعقد في اغسطس الماضي ، وخرج بموفضية للتغيير الديمقراطي .. ويتّهم هذا الفصيل دوما بعلاقاته المشبوهة مع النظام الدكتاتوري الطائفي !. خاصة وان من بين صفوفه قيادات كانت حتى بالأمس القريب جزءا من النظام القمعي ، وشريكا في جرائمه بحق الشعب الارتري !..

        أيا كان الأمر ، بعفوية كان أم بتدبير ، فان الواضح والجلي ، أن المستفيد الأكبر من بث الخبر هو نظام الجبهة الشعبية ، ويخدم له تماما عدة أهداف منها :-

1/ تصوير المعارضة الارترية بأنها عميلة للحكومة الاثيوبية ، وتخدم أجندتها ، وتسعى معها للاطاحة بنظام الجبهة الشعبية .. وهذا الاستهداف المزعوم للوطن يوفر الذريعة لمزيد من القمع والتضييق ، ويصرف الانظار بعيدا عن معاناة الداخل.

2/ زعزعة الثقة بين تنظيمات المعارضة الارترية ، باتهام بعضها بالعمل مع الحكومة الاثيوبية بعيدا عن الآخرين .. والسعى لفرض واقع جديد ، بعد الاجهاز على النظام في اسمرا ؟!.

3/ محاصرة جبهة التضامن ، والتشكيك في وطنيتها ، لتحجيم دورها في الساحة السياسية ، كلافتة جامعة للمسلمين والمهمشين ، ومدافعة عن حقوقهم وثوابتهم ..

4/ ضرب التيار الاسلامي العربي ، والمتمثل في التنظيمات الثلاثة ، واخراجه من اللعبة السياسية ، ومنعه من المشاركة في تشكيل ملامح التغيير القادم في ارتريا ؟!. بوضع العراقيل أمام اسهامه في التحضير والمشاركة الفاعلة في أعمال المؤتمر الجامع لمفوضية التغيير الديمقراطي الارترية ..

        وفي هذا يلتقي المخطط المحلي بالمخطط الدولي الرامي الي عزل الاسلاميين عن التأثير في مجريات الأوضاع السياسية .. توطئة لعزل المسلمين وتمرير الاجندة الطائفية ، واستمرار التحكم في السلطة والثروة والثقافة لصالح اتجاه قومي وديني وحيد !. بقي اسياس أم رحل ؟!.

5/ دق اسفين بين الحكومة الاثيوبية وجبهة التضامن ، وحرمان التنظيمات الثلاثة ذات الخلفية العربية والاسلامية من الاستفادة من التحالف مع دولة اثيوبيا ، لاراحة الشعب الارتري من النظام الدكتاتوري الغاشم ، والمنطقة ككل على حد سواء .

6/ الاحتفاظ بدعم المجتمع المسيحي بتخويفه من ( اندنت جديدة ) تصنعها اثيوبيا ، وهذه المرة مع المسلمين ( التنظيمات الثلاثة ) ، وبذا يحقق المخطط أهدافا أخرى منها ، حجب تأييد وسند هذه الطائفة عن المعارضة الارترية ، وبالتالي اضعاف المعارضة ، وضرب النسيج الاجتماعي وهدم جدار الوحدة الوطنية ، مما يمكّن الدكتاتور من الامساك بقوة وقسوة على تلابيب الأوضاع في الوطن ، ويستمر كاتما على انفاسه ..

7/ اظهار النظام بأنه ضحية للتآمر من اثيوبيا وجبهة التضامن ، ومن ثم استدرار عطف الدول العربية ودعمها ، وعزل تلك المعارضة عن خلفيتها العربية والاسلامية .

        يصور ( الخبر ) وكان الأخذ بالوسيلة العسكرية لاسقاط النظام الارتري الدموي عمل محرّم ، وجريمة نكراء بحق الوطن خاصة اذا ما استعين فيها بصديق وجار لحق به الضرر كما الوطن ، فصار العدو مشتركا ، .. فما المانع أن تكون الجهود مشتركة ومنسقة للتخلص من الضرر الذي عمّ الكل ؟. وهل النظام الارتري نفسه يلجأ الى الأساليب السلمية والديمقراطية للتعامل مع المعارضة ؟. وهل يعترف بها أصلا ؟. وهل سلم الشعب الارتري من قمع ودموية أجهزته الأمنية ، وترسانته العسكرية ؟. فمن ماذا يهرب الشباب ويلتجئون بدول الجوار ، ويهيمون في المنافي والشتات ؟؟.

        اما الفقرة الساذجة في خبر موقع عنسبا وهي : ( ان الجنرال مسفن اماري المسئول الاثيوبي عن الملف الارتري ، طلب من المعارضة الارترية اصدار بيانات تندد فيها بتصريحات عمرو موسى ، الامين العام لجامعة الدول العربية ، بأن ارتريا تتوفر فيها شروط الانضمام الى رابطة الجوار العربي ، ان التنظيمات الثلاثة ، ياصاح ! تطالب بعضوية كاملة لارتريا ، وهذا مضمن في مواثيقها وبرامجها السياسية ومعلن .. واثيوبيا ليست غبية لتطلب مثل هذا الطلب !!، ولن تستجيب التنظيمات الثلاثة لطلبها ان حدث !، والّا تكون متناقضة مع مبادئها ومنطلقاتها ، وعرضة لانتقادات جماهيرها ، ..

        ان تنويه ( الخبر ) بالنشاط الدبلوماسي الذي قام به النظام الدكتاتوري !، هو دعاية مكشوفة للنظام ، ولا يليق بوطني التلطخ بها ، فالزيارات التي تمت من بعض وزرائه الي دول المنطقة العربية ، ما هي الا  للتسول ، وعرض نفسه في سوق العمالة العالمي ، وللمقايضة مع بعضها بملفات معارضة يؤويها ويمسك بزمامها !..

        ان للمواقع الالكترونية الارترية دور وطني كبير تقوم به في النضال ضد الدكتاتورية ، ونحن نثق في تجردها ، فقط عليها وهي تنهض بهذه المهام ، التمييز بين الغث والسمين ، وبين السم والدسم ، والتحلي ببعد النظر ، والحساسية العالية ، حتى لا تجد تسريبات ومخططات استخبارات النظام وعملائه ، ( وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم ) !. طريقها عبر تلك المواقع  الي تحقيق مآربها ، في خلق الفتن والبلبلة ومن ثم اطالة امد معاناة شعبنا ومحنة وطننا العزيز .. 

        ختاما ، على موقع عنسبا الاسراع بتصحيح الخطأ الذي وقع فيه ، اذا كان حريصا على مصداقيته وسمعته ، والا سيكون وضع نفسه في الضفة الأخرى ، و حينها لا يلومن الا  نفسه ..!.

والله من وراء القصد ، وهو يتولى الصالحين ،،

Alialawe2000@hotmail.com