تكريم الراحل محمد سعيد ناود بدلا عن اسياس!!! / بقلم سليمان مندر
نشر من قبل omaal في 18-09-2010

 تكريم الراحل محمد سعيد ناود بدلا عن اسياس!!!

- عفوا القراء الاعزاء فقد اصبحنا لا نتحدث عن رموزنا الا بعد رحيلهم ومفارقتهم الفانية واليوم في القلب الف حسرة وفي الافئدة الحناجر مليون عبرة  .

- قبل ايام قرأت مادة نشرت للمناضل العم صالح حيوتي يحكي فيها مآساة الرعيل وسالت دمعاتي وخالجتني عبرات وزفرات لما يعيشونه من حياة وقد افنوا زهرة شبابهم في سبيل ارتريا وشعبها  ليقطف اسياس وزمرته تلك الثمار ويحرموا الشرفاء حتى العيش  فوق تراب وطنهم بكرامة , وكنت بصدد كتابة اسطر اعبر  فيها عن تلك القضية المنسية ولكن شاءت الاقدار ان يكون غير ذلك وربما في مرة قادمة  .

- وكم كانت دهشتي اليوم وانا اطالع بموقع عواتي حيث تفاجات بنبأ انتقال الراحل محمد سعيد ناود الى ربه بعد رحلة عطاء امتدت طوال تواجده بهذه الفانية .- لا اريد ان اتحدث عن الرجل فقد كتب عنه الكثيرين وسوف يكتب عنه وعن تجاربه من رافقه ومن هم اكثر معرفة به مني , ويكفي الراحل ان كل القيادات السودانية التي  كان لها دورا في دعم ثورة الشعب الارتري والتقيتها كلها تذكر الاستاذ الراحل محمد سعيد ناود  .

- نعم القراء الاعزاء اندهشت لنبأ الرحيل لان الموت يسبلنا اعزً ما نملك ويعتبر الاستاذ ناود احد كنوز الشعب الارتري التي كان يملكها  ولست معترضا على قضاء الله حيث لا راد لقضائه ولكن كانت دهشتي للصيغة التي جاء بها خبر الوفاة بموقع النظام حيث جاء الخبر في جملتين  وكأن الاستاذ الراحل ناود (نكرة)  كما ذكر الاستاذ صالح قاضي  .

- لكننا هذا ما تعودناه مع النظام حيث يقتل ويغتال رموزنا (مرتين) ولكن اذا رجعنا بالذاكرة الى الوراء نجد ان النظام قد  تعامل مع الكثير من تلك القيادات بذات الطريقة وليس ببعيد عن الاذهان وليس بأمد بعيد  تعامل كيفية ورود خبر وفاة الراحل صالح مكي .

- حيث ان وسائل النظام الاعلامية اوردت خبر الوفاة كحالة وفاة شخصية عادية وليس اقلها رجل بمنصب وزير !!! ولكن بعد ان اوردت  المواقع المستقلة ومواقع المعارضة الخبر وكيف تعامل النظام مع انتقال مكي قامت ابواق النظام من مرقدها وايضا استجاب اسياس مجبرا  ليقيم ويحضر مراسم دفن الراحل مكي - واليوم يعيد التاريخ نفسه وسترى عزيزي (قاضي) كيف ان النظام سيقيم مراسم دفن رسمية لاحد اهم رموز الشعب الارتري لان قطاعا عريضا من الشعب الارتري تحدث عن الفقيد وتناول خبر الوفاة وسيتجاوب اسياس مجبرا .

- فاسياس اضعف ما يكون عندما نتوحد وانه لا يعرف الا القوة للتخلص من الخصوم ولا يعترف الا بالقوي , وحقا ان الحقوق تنزع , وليت الارادات  تتوحد وحينها سوف لا يستطيع النظام الاستمرار ولو لحظة الصمود امام ارادة شعبنا التي لا تقهر .

- نعود الى موضوع تكريم الاستاذ ناود في العام 2000 باسمرا , حيث كنا في زيارة لارتريا ضمن قافلة الاتحاد العام للطلاب الارتريين في السودان .

- وقد ثار الكثير من الحديث حول  قافلة الاتحاد حينها الى ارتريا  تجبر احيانا امام المصالح العامة للقيام بما لاترضى , ولا تملك خيارا اخر عندما تجبر على ان تختار بين خيارين احلاهما مر .

- وسياسة الاتحاد كانت تمنعنا من الحديث باسم الاتحاد في السياسة رغم مواقف الاتحاد المشرفة من قضايا الوطن وايضا لم يكن الاتحاد بعيدا عن تعاطي القضايا السياسية عبر منبره الدوري الذي كان قبلة الارتريين وليس الطلاب فحسب ليفسح المنبر للتنظيمات والنظام ايضا لعرض ما عنده وليقول الطلاب والحضور بعدها كلمتهم وهذه السياسة التي ضمنت لهذا الاتحاد الاستمرار حتى الان .

- عموما كانت الحكمة والمصلحة في ان يدخل الاتحاد لارتريا ليداوي المرضى ويضمد الجراح ويعيد البسمة الى وجوه فارقتها الفرحة او ربما لا تعرفها مسبقا .

- واعتادت ادارة القافلة تكريم الجهات والشخصيات  التي تعاونت وساهمت في إنجاح القافلة بكل مدينة وكان من ضمن المكرمين بمدينة اسمرا راس النظام ( اسياس )  لانه كان من وجه الدعوة للقافلة بالدخول الى ارتريا اثناء لقائه بقيادة الاتحاد ابان زيارته للعاصمة السودانية الخرطوم .

- نعم اعزائي كنت ضمن المكلفين بقيادة الاتحاد حينها وايضا ضمن الاعضاء المكلفين باللجنة الادارية للقافلة , وكم كنت حزينا ان يتم تكريم السفاح اسياس ونترك الاستاذ محمد سعيد ناود ولكن ما ذا تفعل عندما تكون الخيارات المطروحة امامك كلها مرة , وتكون منفذا لسياسات مرسومة ضمن  وموجهات محددة وهي ان يقتصر التكريم على الجهات والشخصيات التي ساهمت في انجاح القافلة فقط .

- وكم كانت سعادتي عندما تغيب اسياس عن الحفل لزيارة خارجية  وقمت في قاعة الحفل بنداء الاستاذ الراحل محمد سعيد ناود لتكريمه بدلا من اسياس !!! .- واليوم انا اسعد بما فعلت رغم ان ذلك كان خروجا عما رسمته قيادة الاتحاد وتمت محاسبتي على ذلك, وفي اعتقادي ربما لم يكن ذلك حبا من تلك القيادات الطلابية لاسياس ولكن للسياسة التي ظل يتبعها وينتهجها الاتحاد كما اسلفنا وايضا للالتزام بما هو متفق عليه مهما كانت الظروف . 

- وقبل ايام قابلت عبر الهاتف احد القيادات وكان ضمن قيادات النظام حينها وذكرني بذلك الحدث عندما تناولنا موضوع قافلة الاتحاد الى ارتريا حيث قال ان تكريم الاستاذ ناود كان لفتة بارعة !!ذكرنا تكريم الرجل وكأن الاقدار كانت تحدثنا حينها عن رحيله وهي تنسج خيوطها !!! .

- عموما كانت تلك المرة الاولى والاخيرة التي ارى فيها فقيد الوطن واللغة العربية الاستاذ محمد سعيد ناود وهذه هي المرة الاولى التي احكي فيها قصة تكريمه رحمه الله حيث حمدت الخالق حينها لغياب اسياس اما خروجي عن راي الجماعة حينها فهذه تهمة لا انكرها وربما في هذه الحالة فقط شرف افتخر به وادعيه .- وقبل  ايام قال لي احد رفقاء دربه  لا اريد ان اقصم ظهره ان الاستاذ ناود قال مرة انه كتب رواية (صالح ) والتي تعتبر اول رواية ارترية ليستفز الكتاب !!!.

- ونحن ايضا نكتب ايها البطل  ناود لنستفز من يكتب بلغة الضاد ليساهم  ولنغيظ من يرفضها ويقصيها وليفرح كل وطني محب لوطنه ويحترم خيارات الاخريين .

- وبهذه المناسبة ندعو الكل للاسهام في اثرائها كما ساهم ناود وليس بالتباكي وحده على اقصائها وابعدها , واذا منعنا النظام من التعاطي وتمكينها في الداخل فمن حرًم علينا  فضاءات الانترنيت الرحبة ومواقعنا تشكو شح الحروف وتفتقر الى الكتاب .

- ختاما لا تسغربوا عندما ترون اسياس يحضر مراسم الدفن ويعلن الحداد على الراحل وما كان ذلك ليتاتى لولا تناول الراي العام الارتري لخبر هذا الفقد والمصاب الجلل .

- رحمك الله الاستاذ محمد سعيد ناود واسكنك فسيح  جناته وألهم اهلك وزويك وشعبك الصبر وحسن العزاء انا لله وانا اليه راجعون . ولك الله يا شعب ارتريا ,,