النكتة السياسية في إرتريا (4) / بقلم علي عافه إدريس ـ الدوحة
نشر من قبل omaal في 18-07-2010

النكتة السياسية في إرتريا

(4)

علي عافه إدريس ـ الدوحة

     عندما كتبت أول مرة عن النكتة السياسية في أرتريا كتب عنها بإعتبارها اصبحت ظاهرة ملفتة ، وبعد نشر الحلقة الأولى إنهالت عليّ النكت فتذمرت لأن الإخوة مرسلي النكت إعتقدوا أني كتبت بهدف التنكيت ومع هذا قمت بنشر ما تجمع لديّ في الحلقة الثانية ، ثم أني بدأت إستمتع بالكتابة عن النكتة، لذا في الحلقة الثالثة قد طلبت من القراء أن يزودوني بها فكانت حصيلتي لا بأس بها ، أما مادة الحلقة الرابعة فقد جمعتها من النكات التي تحكى لي شفهياً فقد نضب معين إميلي وقد كان لأحد أصدقائي الذي سأحجب إسمه الدور الأكبر في جمع مادة هذه الحلقة ، وإليكم ما جمعت من نكات :

أقدم نكتة مدونة :

      حُكيت لأسياس أقدم نكتة مدونة تم العثور عليها على ورق بردي فرعوني، يعود تاريخها إلى سنة 3200 قبل الميلاد (أي منذ 5210 سنة خلت):

     تقول النكتة: كان أحد الكتبة يعمل في غرفة بمعبد "تحوت" فأزعجته الجلبة المنبعثة من الغرفتين اللتين تحيطان بغرفته، وكان يقيم في إحداهما نجار وفي الأخرى حداد، ولما أوشك أن يجن من الضوضاء قصد النجار ودفع إليه مبلغا من المال لكي يغادر غرفته إلى غرفة أخرى، ثم فعل ذلك مع الحداد، وقبل الرجلان، وفي اليوم التالي انتقل الحداد إلى غرفة النجار وانتقل النجار إلى غرفة الحداد وظل الوضع على ما هو عليه ولم يتغير شيء، فضحك أسياس بشدة وقال هذا بالضبط ما فعلته مع السودان ضغطت عليهم بكل ما أوتيت من قوة حتى يتفاوضوا مع جبهة الشرق الذين كانوا مجموعة هلافيت لا يملكوا أي قوة تجبر الحكومة السودانية على التفاوض معهم ، وبعد أن تكللت المفاوضات بنجاح وقبضت الثمن واعتقدت الحكومة السودانية أنها أخيراً ستنعم بالسلام نقلت كل فصائل التمرد الدارفوري بعدتها وعتادها إلى أرتريا .

 أيهما أغبى الوزير أم الرئيس ؟

    الرئيس أسياس كثير الشكوى من غباء  وزرائه ، وبينما هو جالس بمكتبه مع أحد أصدقائه يتحدث عن غباء وزرائه وعن التنافس على لقب الأكثر غباءً بين وزير الإعلام علي عبده و وزير الخارجية عثمان صالح ، ساله صديقه  ، ماذا فعلوا لتحكم عليهم بهذا الشكل؟  قال أسياس سوف لن أجيبك عن سؤالك وإنما سأعطيك الدليل والحجة.. فطلب أن يستدعوا السيد وزير الإعلام علي عبده ،  وعندما حضر طلب منه الذهاب إلى بيته( بيت أسياس) والسؤال إن كان موجوداً في البيت أم لا ؟ خرج علي عبده، وبعد فترة رجع وقال لأسياس : السيد الرئيس غير موجود في البيت ، فالتفت أسياس إلى صديقه وقال : رأيت بأم عينك غباء هذا الرجل، كان بإمكانه أن يوفر المشوار ويستعمل التليفون ويسأل زوجتي عني .

مكالمة محلية :

    ارتري إستشهد في معركة حنيش ولأنه كان عاق لوالديه أصبح مأواه جهنم ، واتضح له أن هناك تليفون بإمكانه أن يتصل به ويطمئن على أهله و كان أمامه في  صف الإتصال شخص أمريكي و أخر انجليزي كلاهما من موتى الحرب العالمية الثانية ، فسأل الأمريكي عن الحلم الأمريكي عما  إذا كان قد تحقق أم لا ؟  فأخبروه أن أمريكا أصبحت القطب الأوحد في العالم ، أقفل الخط وسأل عن الحساب أخبروه أن حسابه ثلاثة ألف دولار ، تقدم الإنجليزي وسأل هل استطاعت بريطانيا صد الهجوم الألماني ؟ فأخبروه أن بريطانيا وحلفائها انتصروا في الحرب ، أقفل الخط وسأل عن الحساب أخبروه أن حسابه أيضاً ثلاثة ألف دولار ، وصل الدور للأرتري فإتصل ببيتهم  وجد إبن عمه  فسأله عن أفراد أسرته ، أخبره أن أخوه الكبير أستشهد في المعارك التي خاضتها أرتريا تحت غطاء المعارضة السودانية ضد السودان ، وأخوه الأوسط إستشهد في الحرب الأرترية الأثيوبية ، وأخوه الصغير إستشهد في معركة الدميرة مع جيبوتي ، أما والده لم يتعافى من المرض الذي ألم به بعد أن تمت مصادرة أرضه فتوفى بعد ثلاثة أعوام من المعاناة مع المرض ، أما والدته فتوفت هي الأخرى  بعد شهر حزناً على وفاة والده ، وأخته هربت للسودان منذ أكثر من سنتين إلى أنها لم تصل هناك  كما أنها غير موجودة في أرتريا ، إنتهت المكالمة واقفل الخط وهو أكثر حزناً وسأل عن الحساب فأخبروه أن حسابه ثلاثة دولارات ، فأحتج الأمريكي والإنجليزي  أن كل منهما دفع ثلاثة آلاف دولار مع أن مكالمتاهما كانتا قصيرتان جداً والأرتري دفع ثلاثة دولارات مع أن مكالمته كانت طويلة ، فأخبروهما أن مكالمتاهما كانتا دوليتان أما مكالمة الأرتري فهي محلية من جهنم إلى جهنم .

إختبار ذكاء :

     سيادة الرئيس أسياس كان في زيارة لأمريكا في بداية الدورة الأول من رئاسة السيد جورج بوش وبينما هو في جلسة غير رسمية سأل الرئيس الأمريكي بوش كيف يمكنه أن يدير أمريكا بهذه الدقة رغم كثرة ولاياتها ومساحتها وعدد سكانها وتواجد الجيش الأمريكي في كل أنحاء العالم ، فقال بوش هذا بسبب حسن إختياري للوزراء والمعاونين الأذكياء فعندما تقع في موقف محرج يستطيعوا إنتشالك منه ، فقال أسياس وكيف تعرف أن من اخترتهم أذكياء ؟ رد بوش الأمر بسيط فأنا أجري لهم إختبار ذكاء بسيط ، فمثلاً قبل أن أعين دونالد رمسفيلد وزيراً للدفاع سألته لو أن أبوك وأمك عندهم ولد وهذا الولد ليس أخوك كما أنه ليس أختك فمن هو ؟ فأجابني طبعاً هذا أنا ، وقد أعجبت الفكرة أسياس ، لذا عندما عاد لارتريا طلب يماني(مونكي)  ، وعند حضوره سأله لو أن أبوك وأمك عندهم ولد وهذا الولد ليس أخوك كما أنه ليس أختك فمن هو ؟ طلب يماني إعطاءه مهلة بسيطة للإجابة فمنحه أسياس ساعة واحدة فقط وبعد خروجه من مكتب الرئيس أخذ يتصل بكل من يعتقد أنه ذكي من الوزراء وكبار موظفي الدولة ولم يجد الإجابة ، وأخيراً تذكر قدامى الأصدقاء ، فإتصل بالبروفسير برخت في أمريكا فسأله (لو أن أبوك وأمك عندهم ولد وهذا الولد ليس أخوك كما أنه ليس أختك فمن هو ؟ ) فأجابه البروفسير برخت هذا أنا . عاد السيد يماني وهو فرح لمكتب السيد الرئيس وقال له عرفت الإجابة ، قال له الرئيس ماهي ؟ رد يماني البروفسير برخت . قال الرئيس أسياس هذا الذي كنت أخشاه ، الإجابة ليست بروفسير برخت ، الإجابة دونالد رمسفيلد يا غبي .

الغزال الميت :

خرج الرئيس أسياس في رحلة صيد وبرفقته حاشية كبيرة من وزراء وكبار الموظفيين الحكوميين من المدنيين والعسكريين ،،، وبينما الجميع يبحث عن الطرائد رأي أسياس غزالاً يركض ،،، صوب أسياس نحوه بندقيته وأطلق النار لكنه أخطأ الهدف ،،، فألتفت وهو منزعج نحو حاشيته ،،، فوجد الكل متابع للذي حدث فأنزعج أكثر من ذي قبل ،،، ولم تنفرج أساريره إلإ عندما قال سبحت أفريم هذه أول مرة أرى فيها غزال يجري وهو ميت فصفقت بقية الحاشية .

 

الأفضل :

حوار بين أسياس وحارسه الكهل  تسفاي
أسياس : أخبرني بصراحة يا تسفاي فأنت قد عشت في كل العهود ولا داعي للمجاملة أو النفاق .
تسفاي :  أمرك سيدي .
أسياس : أنا أفضل أم هيلي سلاسي ؟
تسفاي : أنت طبعا يا سيدي .. هيلي سلاسي كان يخاف من الروس لهذا كان ملتصقاً بالأمريكان أم أنت لا تخافهم .
أسياس : أنا أفضل أم منقستو ؟
تسفاي : أنت طبعا يا سيدي .. منقستو كان يخاف من الأمريكان لهذا كان ملتصقاً بالروس أم أنت لا تخافهم .
أسياس : أنا أفضل أم الأب راعي الكنيسة ؟
تسفاي : أنت طبعاً يا سيدي الأب راعي الكنيسة يخاف الله أم أنت لا تخافه

الكرت الأحمر:

المعروف عن اللواء رمضان أولياي أنه رجل بسيط ، وهو لا في العير ولا النفير ويلقب بين زملائه بالفارة(تطلق على الغشيم)  بسبب إعادته لباقي المبلغ الذي يعطى له كنثريات عند تكليفه بأي مهمة بعكس زملائه وبعد تكليفه برئاسة مفوضية الرياضية أخذ يهتم بمشاهدة مباريات كرة القدم في أرقى مستوياتها كالدوري الأسباني والإنجليزي وكثيراً ما كانت تغيظه مناقشات من يشاهدون المباراة بحدتها  وهو يرغب في المشاركة لإظهار أنه مثقف رياضياً إلا أن دائما ما يكون خارج التغطية في مواضيع النقاش الحامية لعدم معرفته بتفاصيل الموضوع الذي يتناقشون فيه ، وفي أحد الأيام بينما هم يشاهد مباراة كرة قدم  حضر أحد زملائهم متأخراً وقبل أن يجلس سأل عن أخبار المباراة فتطوع أحدهم وقال له مهاجم ريال مدريد رقم (9) تم إعطاءه الكرت الأحمر ، (أخيراً وجد رمضان أولياي شئ يشارك به) رد بحدة على المتحدث لا لم يعطيه الكرت الأحمر فقط أراه إياه .    

القط الأرتري :

قام القط الأمريكي بجولة حول العالم للتباري مع قطط العالم وفاز في جميع مبارياته إلا في مباراته مع القط الأرتري حيث فاز فيها القط الأرتري ، وقد تألم القط الأمريكي لفقدانه بطولة العالم ، إلا أن ذلك لم يقعده فأخذ يضاعف التمارين لإعادة الكرة مع القط الأرتري ، وبعد فترة تمارين طويلة تم تحديد موعد المباراة ، وبالفعل عند الموعد المحدد أقيمت المباراة وفاز بها القط الأرتري الشئ الذي زاد من حنق القط الأمريكي وطلب مباراة أخرى مع القط الأرتري تقام بعد فترة ، وعند الموعد المحدد حضر القط الأمريكي وأقيمت المباراة ففاز بها القط الأرتري أيضاً ، إستسلم القط الأمريكي إلا أنه أخذ القط الأرتري جانباً وقال له أنا أستسلمت بشكل نهائي لكن بودي أن أعرف سر قوتك فرد عليه القط الأرتري هذه قصة طويلة ، قال له أحكيها لي فأنا لست مستعجل ، فبدأ يحكي قصته فقال هذه البلاد كانت بلاد خير مليئة بالحيوانات البرية من الغزال وغيرها والحيوانات الأليفة والناس كذلك كانوا في خير وفير إلا أن بعد أن إستلمت هذه المجموعة التي تحكم البلد أصبحت البلد من أفقر بلدان العالم ، وعندما هم بالذهاب جذبه القط الأمريكي وقال له وما علاقة ذلك بقوتك ، رد عليه القط الأرتري يا غبي ألم تفهم أنا كنت في السابق نمر إلا أني بسبب الجوع صنفت قط .

رابط الحلقة الأولى

رابط الحلقة الثانية

رابط الحلقة الثالثة

 

 

للتواصل aliafaa@yahoo.com