فصائل المعارضة تحمل السلاح لتحقيق السلام والديموقراطية في ربوع ارتريا
نشر من قبل omaal في 06-06-2010

فصائل المعارضة تحمل السلاح لتحقيق السلام والديموقراطية في ربوع ارتريا

 

- عندما بدأت عمودي  ( بوضوح  ) بموقع عونا قطعت عهدا مع نفسي على ان اكتب ما اؤمن به واعتقد انه الحق او الصحيح لحظة كتابتي السطور , حتى لو كان ذلك عن ذاتي أو على أعز صديق عندي او خصما على أية جهة او كيان تربطني بها او به صلات او هموم  مشتركة .

 - بدأت بهذه المقدمة لانني خسرت بعض الذين احبهم بتناولي الناقد لافكارهم او لممارساتهم ولكن اتمنى ان ان اكون قد كسبت رضاء  وحب من اكتب لهم و عن قضاياهم ومن قبلهم رضاء الخالق .

 - ولما يقارب الاسبوع وانا انتظر احدا يعفيني الرد على مقال الاخ العزيز الاستاذ عبد الرازق كرار هذا الفتى الذي عرفته في ميادين العمل قبل التنظير والكلام .

- نعم حديثي سيكون اليوم عن مقال الاستاذ عبد الرازق كرار الذي قال في مدخله ان مقاله سيغضب الكثيرين , وحقا كنت احد الذين اغضبهم المقال , ولكني

كنت في انتظار غيري للرد على (مديري)  السابق باذاعة الشرق والذي تحسب له جل النجاحات التي حققتها تلك الاذاعة الفتية ان لم يكن كلها , تلك الاذاعة

التي اهتزت لها اركان النظام فهرول الى السودان مفاوضا وجعل ايقاف بثها في مقدمة اجندته لتحسين علاقاته بالسودان !!! .

 - ولا اريد هنا ان اتحدث عن نضالات الرجل المستمرة قبل وبعد الاذاعة , فصولاته وجولاته تملأ مواقع الانترنيت ومنابر الاعلام !!!.

- وبعد هذه المقدمة او المدخل لندلف الى مقاله , والذي اغضبني منه او فيه  ( عدم جدوى مقاومة النظام عسكريا ).

- وساركز في الرد على مقال الاستاذ عبد الرازق مستندا على نقطتان جوهريتان تؤكدان عدم صحة اسقاط النظريات التي استدل بها على الحالة الارترية وهما

الاحوال التي تمر بها قوات النظام وتاريخ الشعب الارتري .

 اولا : احوال جيش النظام :-

 - فالبرغم من تاكيد الاستاذ عبد الرازق لمشروعية استخدام السلاح إلا انه اثبت عدم جدواه لتحقيق امنيات الشعب الارتري مستندا على العديد من النظريات .

 -  وقد توصل الاستاذ عبد الرازق بعد تطواف اكاديمي مسنود باقوال كبار العلماء والمنظريين الى انه لاجدوى من استخدام السلاح في مواجهة النظام لتعذر ذلك

وعدم تكافؤ القوة بين جيش النظام وفصائل المعارضة .

- ولكن رغم الفارق الكبير في العدد والتجهيز لم ينتبه كاتب المقال  او لم يعر اهتماما لما يعيشه جيش النظام اليوم وما يمر به من احباط وانهيار كامل

 لمعنوياته وذلك لحالة الاستعداد والاستنفار الدائم وظروف الحرب واللاحرب التي يعيشها !!! .

 - ايضا لا اعلم اذا ما تابع استاذ كرار هروب قيادات النظام الى دول الجوار المستمر ام  لا , تلك الاخبار التي ملها القارئ واصبح لايدهشه إذا راى عنوانا

لهروب ضباط او قيادات الجيش في مواقع الانتريت !!!.

- ثم انه يقال ان الجيش عقيدة , وجيش النظام اليوم انهارت ثقته في قياداته من جنرالات اسياس , واهتزت عقيدته في معنى الدفاع عن الوطن وكل جندي

يفكر في الفرار والخلاص بنفسه متى ما وجد السانحة لعلمه انه يحمي نظام افورقي وليس الوطن ارتريا !!!.

 - وجيش النظام ارهقته ضربات وحدات انسلخت عنه قبل اشهر في شرق اكلي قزاي !!!.

 - وجيش النظام لم يصمد امام ضربات وعمليات بعض التنظيمات بالرغم من قلتها فكيف بعد اعلنت  ثمانية تنظيمات  التنسيق بين فصائلها وقواتها  .

 - والنظام اليوم يمر باسوء حالاته حيث تحاصره قرارات المجتمع الدولي وتضنيه الظروف الاقتصادية التي يمر بها و تنهكته المصروفات على العمل

الاستخباراتي ورعاية الحركات ضد دول الجوار !!! .

 ثانيا تاريخ الشعب الارتري ونظريات العلماء :-

 - ورغم اعجابي بطريقته  واتباعه الاسلوب العلمي في المقال  واسقاطه لتلك النظريات على الحالة الارترية إلا انه ايضا لم يتطرق الى تاريخ الشعب الارتري

في عهد النضال .

 - فكل النظريات آنذاك في تلك الحقبة كانت تؤكد عدم الجدوى من نضالات شعبنا مقابل المستعمر الاثيوبي الذي كان  جيشه يفوق الشعب الارتري عددا !!! .

- وكانت تقف خلف المستعمر الاثيوبي الترسانة الامريكية في عهد امبراطور افريقيا هيلاسلاسي واسلحة الاتحاد السوفيتي في عهد منقستو , ولك ان تتصور

هنا فارق العتاد لثورة تبدأ ببندقة ( ابو عشرة ) وجيش اثيوبيا الذي تدعمه الدولتان العظميتان !!!.

 - فعندما بدات الثورة الارترية شككت دول الجوار وضيقت على ثوار ارتريا رغم ايمانها بعدالة قضيتهم خوفا من سطوة اثيوبيا وعدم يقينها من تمكن الشعب

الارتري من نيل الاستقلال !!!.

 - كما ان الكثير من الدول نصحت  ثوار ارتريا لبحث وسائل اخرى  لاستحالة تحقيق نصر على اثيوبيا عبر القتال .

 - ولم يقتصر ذلك على الدول المجاورة او الصديقة فقط بل ان الكثير من الارتريين ارتبطوا باثيوبيا لعدم تكافؤ القوة معها , وفضلوا بذلك عدم الدخول في تجربة

فاشلة , ولكن غيروا افكارهم و حساباتهم بعد انتصارات الثورة الارترية في الميدان وساحات القتال !!! .

- والاحباط والسأم من النصر لم يكن في بداية إعلان الثورة فقط بل فقد البعض الامل في النصر وجعلهم يفكرون ويبحثون في حلول اخرى مع اثيوبيا غير

القتال !!!.

- ولكن الشعب الارتري صانع المعجزات قهر كل تلك القوات على الرغم من اعدادها الكبيرة , وتحدى كل تلك الفوارق في العتاد رغم ضخامة الفارق , وابطل كل

تلك النظريات واخرج المستعمر الاثيوبي بعد ثلاثون عاما من الجهاد والاستشهاد !!!.

 - وايمانا مني بعزيمة  شعبنا التي لا تنكسر , واستنادا الى الحقائق التي يعيشها النظام المتهالك وجيشه , وايضا لثقتي في كل من يناضل بكل الوسائل ومن

يحمل السلاح دفاعا عن شعبه وامته من جنود فصائل تنظيمات المعارضة الارترية عامة والتنظيمات الثمانية التي اعلنت التنسيق وتوحيد العمليات العسكرية

ان العمل العسكري سيجبر النظام المتجبر الى الرحيل او طاولة المفاوضات.

 - ارى انه ليس عيبا او عدم جدوى من استخدام السلاح بل تحقيق نصر على النظام يحتاج من ابناء الشعب الارتري لتضافر الجهود  ودعم سخي لتلك القوات ومنحها الثقة ورفع معنوياتها وستحقق آمال الشعب الارتري المنشودة في اسقاط نظام اسياس واقامة دولة  الديموقراطية  اذا التمست الصدق من قياداتها والمساندة والدعم من شعبها .

 - واذا اكتملت توافرت الشروط التي اشرنا ليها ستأتي وثبات الشباب من كل صوب وحدب الى ساحات القتال كما حدث في عهد النضال , وستكون وحدات

جيش النظام وابناء ارتريا الخلص الضربة القاضية لنظام اسياس وذلك بانضمامها الى صفوف الشعب الارتري واختيارها الدفاع عن الوطن لا اسياس .

 -  وكما ابطل الشعب الارتري نظريات العدد والعتاد من قبل في حقبة الكفاح المسلح فهو قادر على فعل ذلك اليوم ايضا   .

 ثالثا ما حققته العمليات العسكرية الاخيرة :-

 - اتسمت بعض العمليات التي خاضتها بعض فصائل تنظيمات المعارضة الارترية بالدقة حيث استهدفت القوات الاستخباراتية  الخاصة بالنظام التي كانت تتعرض للشعب عند محاولتهم مغادرة البلاد الى دول الجوار .

 - ايضا بعض الاهداف لشركات التنقيب الاجنبية وآلياتها دون المساس بالعاملين بها مما احرج النظام وقوبلت بالرضا من قبل الشارع الارتري  ( عمليات جبهة التضامن وحركة الاصلاح بمفردها ).

 -  كما ان العمليات الاخيرة التي جاءت بالتنسيق بين قوات تنظيم العفر الابطال وفصائل جبهة الانقاذ الباسلة تناولتها وسائل الاعلام العالمية والاقليمية وصحيفة واشنطون بوست كبرى الصحف الامريكية خير مثال لها , مما يدل على ان العمليات العسكرية النوعية مؤخرا اصبح لها مفعولها على المستوى الاعلامي ايضا .

 - وان كانت هذه العمليات ضئيلة اذا ما قارنها بحجم التحديات الماثلة إلا انها بدأت تتصاعد ويمكن ان يكون لها اثرا فعالا اذا وجدت الاهتمام والدعم والمساندة .

قبــــــــــــل الختــــــــــــــــام :-

- لا عيب في الوسيلة ولكن ربما لم تستطع قوى الشعب الارتري المعارضة استخدام هذه الوسيلة الاستخدام , لذا علينا البحث في اسباب عدم تحقيقها الاهداف المرجوة في الفترة السابقة وتحاشي اوجه القصور وتصحيح المسار وتفعيل هذه الوسيلة التي لم يترك النظام خيارا غيرها ولا يعترف الا عن طريقها .

 

                              - ختــــــــــــــــاما :-

 - كان بامكاني عزيزي عبد الرازق الحديث عن تلك النظريات والرد عليها بنظريات اخرى وبمصادر ومراجع علمية إلا انني اخترت تاريخ الشعب الارتري وواقع حاله مصدرا ومرجعا لمقالي وساكتفي فقط ببيت شعر لشاعر العرب المتنبي حيث يقول :-

السيف اصدق انباءا من الكتب  * في حده الحد بين الجد واللعب

بيض الصفائح لا سود الصحائف *في متونهن جلاء الشك والريب

 - وانت ابيض الصحائف والصفائح عزيزي كرار فلا تغرنك نظريات اتخمت بطون الكتب او سطرت لشعوب لا تشبه شعبنا و انظمة لا تماثل نظام اسياس كما ذكرت .

 - ولك ودي وتقديري المناضل الاستاذ عبد الرازق كرار ونلتقيك غد في نيوزلندا للاعداد لمتلقى الحوار والذي نتمنى ان يتجنب شعبنا من خلاله شرور الحرب والقتال التي اجبر على خوضها لمقاومة الظلم والاستبداد  .

 ولك الله يا شعب ارتريا ,,,

*ملحوظة :  مقال الاستاذ كرار كان بعنوان (اتكاءة على مؤتمر لندن الانتلجنسيا الناعمة وجدلية الديموقراطية والعنف)

 

سليمان مندر

 

b_wdooh@yahoo.com