لا إعتراض في أمر الله / بقلم حسن أدم حسن
نشر من قبل omaal في 15-03-2010

بسم الله الرحمن الرحيم

لا إعتراض في أمر الله

من سخرية القدر أن يموت قائد من الرعيل الأول في أرض الشتات ووطنه تمرح وتسرح فيه الأوغاد وتنشر في ربوعه الفساد.

في هذا الوقت العصيب الذى يعاني فيه شعب أبي كل صنوف الذل والهوان , ينتقل رمز الوطينة والوطن إلي الرفيق الأعلى ومسيرة النضال التى أعلن ثوابتها مع رفاقه الأبطال لم تحقق أهداف بعد, فالثورة كانت ولا زالت في أمس الحاجة إلى حكمته وخبراته المتراكمة عبر سنوات المسيرة ولكن لا إعتراض في أمر الله, فالموت كأس الكل شاربه والقبر باب الكل داخله(إنا لله وإنا إليه راجعون).

هذا القائد الأب كان حازماً وشديداً فى التعليمات العسكرية, مقدام ورأس الحربة فى خوض المعارك ومواجهة العدو, كل هذه الصفات العسكرية الصارمة كانت مغلفة بالرحمة ومشاعر إنسانية فياضة تتجلى في اللحظات الصعبة التى يحس فيها المقاتل بالإحباط أو أي مشاعر سلبية أخرى نتيجة المناخ المحيطة بهم, فكان يشعر بهم فوراً ويتحول إلى أب حانون لمن أراد الأبوة, وأخ كبير وصديق صادق لمن أراد ذلك حتى تختفى الغيوم وتعود الأمور إلى ديدنها الطبيعى ويعود هو الى إنضباطه العسكرية الصارمة, بالفعل كان قائداً مميزاً فريداً من نوعه في التعامل مع المقاتلين الذين تحت فيادته.

فقد عشت هذه الحقائق سنوات عدة وأنا مقاتلاً تحت قيادته, فكان يحافظ على سلامة الكل أكثر مما يحافظ على سلامة نفسه بروح فدائية وإيثار لا مثيل لهما, فكان خير قائداً وقدوة في الأصالة وحب الوطن والتضحية لكل من عاش بالقرب منه أو عمل تحت قيادته.

ومعركة تقوروبا كانت خير شاهد على شجاعته التى أذهلت العدو فكانت معركة فاصلة في تحديد معالم الثورة الارترية وعلامة فارقة فى الميسرة النضالية, ولا أنسى دوره البارز في تحرير مدينة تسنى, هذا غيض من فيض من تاريخه الحافل بالبطولات.

أخيراً رغم بلوغه من العمر عتيا إستمر في صموده رافضاً الإستسلام والتنازل عن مبادئ الثورة المتمثلة في الحرية والكرامة إلى أخر الرمق حتى وافته المنية فى الغربة ولكن دون أن ينحنى لعواصف الزمن وإرادة الخونة,ونحن أبنائه سائرون على نهجه حتى يقضى الله أمراً كان مفعولا.

حسن أدم حسن

14/3/2010