بسم الله الرحمن
الرحيم
( نعي أليم ) ......
قال تعالي : من
المؤمنين رجال صدقوا ما عاهد الله عليه فمنهم من قضي نحبه و منهم من ينتظر و ما
بدلو تبديلاً صدق الله العظيم
انتقل إلي جوار
ربه يوم 1/3/2010م محمد علي أبو حنيت و هذا فقد كبير لركن هام ومصاب جلل ولكن أمر
الله نافذ .
أبو حنيت الجندي
المجهول الذي لم يتوقف لحظة واحدة عن العطاء في القضية الوطنية ترجل عن صهوة جواده
و سار في طريق الخلود الأبدي و التحق بموكب قوافل الشهداء الذين ساروا في هذه الدرب
من قبله أبو حنيت الذي عرفته الساحة الوطنية و العمالية و جبهة التحرير الإرترية
شمعة مضيئة و نادرة و متقدة و مليئة بالروح الحية و الإخلاص و التفاني و الإقدام
منذ اللحظة الأولي لإنطلاق الكفاح المسلح في إرتريا و صاحب المثل الحي في الفداء و
العطاء بلا حدود الذي لم يتوانا عنه يوماً و يتزحزح و يحيد عن مواقفه الثابتة في
جبهة التحرير الإرترية في يوم من الأيام عن مساندة الجبهة في إنتصاراتها و
إنكساراتها و مدها و جذرها و لم
يتأثر قط بكل
الهزات التي مرت بها جبهة التحرير الإرترية و تقلبات المواقف التي سادت مواقف
الكثيرين في تلك المراحل رغم ذلك كان قوي الإيمان بمبادئه و ميثال للتواضع و طيب
الأخلاق و قنوع بالقليل عن الكثير و عفيف اليد و السان و يفضل الصمت عن الكلام فما
أوسع الحزن و أضيق الكلمات عن التعبير لذكر مآثره و ظل يناضل أبو حنيت في خندق
الصمود و التحدي في صف الجبهة في صمة و عزم منقطع النذير في ثبات الموقف و الإيمان
بالإنتصار لرفع الظلم و إزالة الظلام عن كاهل الشعب الإرتري مهمأ طال الزمن كما كان
رحمه الله شاعراً بارعاً بلغة التجري و العربي يلهب مشاهر الجماهير بالحماس في
الإجتماعات و كان يقول مهما بلغت التضحيات الجسام التي يقدمها شعبنا الإرتري العظيم
من أجل قضيته الوطنية فإننا في نهاية الأمر نؤمن بالإنتصار و كان أبو حنيت يحلم
كغيره من المناضلين أن يري شعبه بعد الاستقلال يتمتع بالحرية و الديمقراطية والسلام
والأمن والإستقرار في وطن واحد يسع جميع أبناءه في ظل دولة العدل والمساواة في
الحقوق و الواجبات و لكن الأسف الشديد سارت الأمور إلي غير ذلك و لم يتحقق هذا
الحلم و نعاهد شهيدنا أبو حنيت و كل الشهداء أن نسير في دربهم حتي نحقق دولة كل
الإرتريين و أخيراً لا يسعنا إلي أن نقول إنا لله و إنا إليه راجعون .
الموت حق و الحياة
باطلة و نقدم عزائنا لكل آل أبو حنيت و أسرته و أعظم أمنياتنا لهم أن يرزقهم الله
الصبر والسلوان و حسن العزاء و أن يسكن الله فقيدهم في فسح جناته مع الصديقين و
الشهداء و حسن أولئك رفيق
أبو كمال
التاريخ 1/3/2010م
|