إجتماع المجلس الوطني الإرتري والوقفة التأريخية

أومال كانت هناك

تقاطرت وفود المجلس الوطني من كل حدب وصوب من مختلف قارات العالم الى أديس أبابا لحضور الإجتماع الثاني للمجلس الوطني الإرتري للتغير الديمقراطي الذي إنعقد بتاريخ 26 نوفمبر 2012 م تحت شعار ( الأولوية لإنقاذ الشعب والوطن ) بحضور تجاوز المائة عضوا .

أستمرت الجلسات لتسعة أيام متواصلة نوقشت فيها الأوراق المقدمة من قيادة المجلس والمكتب التنفيذي وقضايا أخرى مهمة .

تمت إجازة التقارير والخطط المستقبلية وتكوين اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني العام القادم .

سادت مناقشات الإجتماع الحرص على التقيم الموضوعي للقضايا المطروحة وبروح من المسؤولية وبطريقة ديمقراطية , توقف الإجتماع مطولاً لمناقشة البيان الصادر من حركة تحرير كناما إرتريا الصادر بتاريخ 1/9/ 2012 م والذي وصف القائد الرمز الشهيد البطل / حامد إدريس عواتي بالشفتا ( قاطع طريق ) ,  إستمرت مناقشات هذا البيان لعدة أيام شارك فيه الجميع مفندين ادعاءات حركة الكناما ومنتصرين للثورة والوطن والرمز عواتي .

وأعطيت الفرص بالتساوي لأعضاء المجلس وممثلي تنظيم حركة تحرير كناما إرتريا .

فكانت الوقفة التاريخية التي جسدت الوحدة الوطنية لأن الجميع أثير في الدفاع عن عواتي وما يمثله من رمزية وان الإساءة لعواتي ووصفه بالشفتا يطعن في مشروعية الثورة والدولة والوطن .

أكد الجميع أن عواتي لا يمثل اتجاهاً طائفياً ولاقبلياً ولا دينياً .

أكد الجميع بأن الدم الإرتري أختلط منذ فترة الكتلة الإستقلالية بقيادة إبراهيم سلطان وولدأب ولدماريام وليس هنالك إنفصال بين الحقيقة الأولى وحتى الآن .

جسد المجلس الوطني ثقافة الأسلوب الديمقراطي من خلال المناقشات التي تمت للقضايا المطروحة وخاصة موضوع بيان للحركة الديمقراطية لتحرير كناما كما أشرنا أعلاه  والذي إستمرت مناقشته لثلاثة أيام .

روعة هذا اللقاء التاريخي ان قيادة المجلس بقيادة الأستاذ إسحاق طقاي إتسم بالصبر والوطنية وبأسلوب ديمقراطي أداروا الإجتماعات فكانوا خير ربان لقيادة سفينة المجلس فأستحقوا كل تقدير وإحترام .

ومن الأشياء الجميلة والرائعة أيضا ًأن يبدأ النقاش بالمرافعة التي تقدم بها المناضل حسين خليفة قائلاً بيان حركة الكناما

 نلخصه في التالي :-

1 / وصف مؤسس الثورة الإرترية الشهيد القائد حامد عواتي بالشفته والغير وطني هو تجريد الثورة الإرترية التي قادها عواتي من مضامينها الوطنية السامية التي قامت من أجلها وبالتالي نسف الحقبة التاريخية المعاصرة من تاريخ الشعب الإرتري . التي نعتز بها بل أيضاً كانت مكان محل إعجاب العالم . وأن هذا البيان كان نسفاً للثوابت الوطنيه التي تعاقدت عليها القوى السياسية

2 / البيان كان بمثابة إهانة بالغة لتضحيات شهداء الثورة الإرترية من مناضلين وجماهير الذين ضحوا بأرواحهم تحت راية الشهيد عواتي لثلاثون عاماً 1961 – 1991 م وبالتالي أصابت الإهانه أي بيت إرتري فقد شهيداً في هذه الثورة والمعروف أن شهداء الثورة الإرترية يتجاوزون ال 100 الف شهيد .

3 / البيان  ينسحب أيضاَ على نتائج هذه الثورة وهو الإستقلال الوطني الذي تم تحت قيادة غير وطنية حسب وصف البيان لمنبع هذه الثورة . وتأسيساَ على ما تقدم ذكره فإن التحالف الديمقراطي الإرتري وعملا بنظامه الأساسي وميثاقه السياسي قد أتخذ قراراً بتجميد تنظيم حركة  الكناما لحين إنعقاد إجتماع القيادة المركزية للتحالف الديمقراطي الإرتري وقد كتبنا للمكتب التنفيذي للمجلس الوطني كتاباَ بهذا القرار علماً  بأن تنظيم الكناما التحق بالمجلس الوطني ضمن حصة التحالف الديمقراطي هذا والشعب الإرتري في جميع انحاء العالم ينتظر ردكم باعتبار هذا المجلس أعلى مظلة وطنية .

5 / الشيء المؤكد أن حركة الكناما لم تقم بهذا العمل المسيء بمحض الصدفة بل كان عملاً مدروساً وبالتالي يجب على المجلس إتخاذ القرار المنصوص عليه في النظام الأساسي للمجلس الوطني .

 وعندما يقف الدكتور هبتي مفنداً كل دعاوي حركة تحرير كناما والرد على ممثليها وكان خير موجه لدفة نقاشات المجلس الوطني .

المناضل / هيلي ماريام أبو أدال الذي وقف شامخاً ومفتخراً بتاريخ الثورة ورمزية عواتي فجسد الوفاق الوطني .

والتحية  للأخوات المناضلات / هويت - عشة قعص - جواهر- أسقدت  اللائي كانت شجاعتهن في طرحهن  وإنتصرن بمواقفهن الشجاعة  لمآت الآلاف من  الشهداء  وأمهات وزوجات وأرامل شهداء الثورة الإرترية فإنهن خير ممثلات للمرأة الإرترية المناضلة في المجلس الوطني للتغير الديمقراطي .

والتحية  للمناضل / نطرآب أسملاش إبن عواتي والذي تصدى منذ الوهلة الأولى لبيان حركة تحرير كناما وقال لهم أنا ناضلت في جيش عواتي ( جيش التحرير الإرتري ) وهذا تأريخي لن أقبل فيه التشويه والتزوير وعواتي قائدنا ورمز ثورتنا .

 والتحية للمناضل  تولدي قبرسلاسي أبوالعقلانية الذي وقف غير متردد في ضحض كل إفتراءات بيان حركة كناما إرتريا لكلماته وتوجيهاته الأثر الطيب ووجه دفة النقاش في الإتجاه الصحيح .

أما الدكتور  / يوسف برهانو الذي قاد سفينة المكتب التنفيذي رقم كل الأهوال ووصل بها بسلام الى إجتماع المجلس الوطني وكذلك صبره وتحمله و مداخلاته وتوضيحاته وخبرته وحنكته  السياسية ساعدت في إتخاذ قرار تجميد عضوية حركة كناما إرتريا وفي خروج إجتماع المجلس في لوحة جمالية رائعة زينت سماء المعارضة الإرترية بصورة جسدت معاني الوفاء للشهداء وللرمز عواتي فاستحق كل التقدير والإحترام . أيضاً الروعة عندما تجد الأستاذ حامد إبن القائد الشهيد البطل عمر إزاز هذا الشبل من ذاك الأسد وكوكبه خيرة من الشباب مجاوراي - إدريساي - علي محمد سعيد - أحمد سفر   الأستاذ بشير إسحاق  وكثيرون من أمثالهم من اعضاء المجلس الوطني لم يغمض لهم جفن وفي حركة دائمة ليلاً ونهاراً محاورين هذا  ومناقشين ذاك ومفندين لدعاوي حركة الكناما بالحجة والقانون وساهمو في حشد كل الطاقات لنصرت عواتي.

 وكانت  هناك قامات كبيرة تستحق الإشادة والتقدير وعلى رأسهم الشيوخ الأجلاء الذين كانوا قدوة حسنة  بكل المعاني الخير ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ) وجل جهدهم كان منصب في نبذ الفرقة والشتات تستحق من كل القوة الوطنية الإشادة والتقدير والإحترام .

فاللوحة إكتملت بتضافر كل القوة الإرترية في المجلس الوطني من تنظيمات سياسيى ومنظمات مجتمع مدني وتنظيمات قومية لتنتصر لعواتي .

وفي الختام التحية لكل من قاوم وساهم في نصرة عواتي والمشروع الوطني وتعميق الوحدة الوطنية .

الديمقراطية التي تجسدت في مناقشات وقرارات المجلس الوطني الإرتري للتغير الديمقراطي هي مسؤولية الجميع .

وسيظل عواتي رمزاً وطنياً

أومال