Welcome to http://www.omaal.org g مرحباً بكم في أومال صوت جموع المناضلين من أجل الديمقراطية والسلام .. المقاومين للظلم والدكتاتورية الإنعزالية في بلادنا / صوت الذين لا صوت لهم
12/10/1445 (20 أبريل 2024)
التصفح
· الرئيسية
· أريتريا في سطور
· الأخبار
· التحليل السياسي
· المقالات
· حوارات
· سجــل الخالدين
· قادة ومؤسسون
· مجموعة الأخبار
· جداول الجنود الهاربين من الخدمة العسكرية للنظام الديكتاتوري
· آداب وفنون
· دراسات ووثائق
· الاتصال بنا
· معرض الصور
· البحث
· دليل المواقع
· الذكرى 49 لإنطلاقة جبهة التحرير الإرترية
· ملفات PDF
أيام لاتنسى من ذكريات المناضل محمد علي إدريس ابو رجيلا /الحلقة الأولى

أيام لاتنسى

من ذكريات المناضل محمد علي إدريس ابو رجيلا

الحلقة الأولى :ABOU REGALA jpg.jpg

كان ميلادي في العام 1923 م على وجه التقريب كاي طفل في ريف بلادنا لم أكن أختلف عنهم  البته فقد ولدت في ضواحي مدينة أغردات وبالحصر منطقة أندرايب وكان والدي إدريس حاج محمد يجيد قراءة القرآن الكريم ويلم ببعض المعارف في علوم  الحديث ولكنه لم يعمل بالتدريس بل كان يعمل في الزراعة والرعي كنا أربعة وأنا ثاني الأطفال بالنسبة لأسرتي وقد توفي أصغرنا في مدينة كسلا ، لا أذكر الطليان يصورة قوية لأنني لم أكن أتردد على المدينة ومعرفتي بهم لاتتجاوز رؤيتي لقواتهم في الريف بين الحين والآخر ، كنت أعمل في الزراعة والرعي كسائر أهل الريف إلا أن دواخلي كانت تنزع نحو القراءة وتمور في أشواق التعليم وكثيراً ما كنت أسترق السمع للقراء وهم يرتلون القرآن كما كنا نشارك في حلقات المديح التي تعلمنا منها الكثير من المفردات العربية السليمة ولاتزال أصوات المداحين وألحان أهلنا الرائعة عالقة بمسمعي ، كانت تأسرني وتشدني شداً حركات الجنود وأزياءهم ، وعندما كان يمر جنود إيطاليا بالقرب من قريتنا على قلة ذلك الطواف كنت أقف إعجاباً وكان الجيش وإسلوبه في المسير ومظاهر الأناقة والرجولة التي تبدو عليه كانت تأسرني وكانت تتنازعني رغبتي القراءة والجندية ويبدو أن الصراع إستمرلبعض الوقت ، لم تكن تشدني حياة الريف من رعي وزراعة ورغم عملي فيها إلاأن نوازع الرحيل كانت تهزني هزاً ، كان وعي مقتصراً على معرفة الإنتماء الإجتماعي لمحيطي القروي والذي كان يشكله أهلي والذين كانت تمتد مضاربهم بعيداً لم أكن أفهم أن هناك فرق بين إرتريا والسودان إذ كنت أعتقد أنهما تماماً كأسماء القرى والعشائر التي تجمعها جذور مشتركة ومصالح واحدة وفي أنهما أقاليم في أرض واحدة لاحدود بينها والذي يفصلها وجود الطليان هنا والانجليز هناك لم أكن أعتقد بأنها دول وأوطان مستقلة مفهوم الوطن بحد ذاته كان ضبابياً في وعي وكان مقتصراً على الانتماء الإجتماعي لأهلي اينما وجدوا وبلادي حيثما قطنوا وكان شيوخ الشرق يدافعون عن كل من ينتمي اليهم أمام السلطات لايميزون بين أهلهم ولايهمهم من أين يأتون وماذا يحملون وهم أينما سكنوا يرتبطون وجدانياً بمدينتي كسلا وطوكر ويعتبرونهما السوق المميزوالقضارف والجزيرة  في السودان موقع العلم والعمل .

كنت أحلم بالذهاب الى كسلا وتدقدق مشاعري فكرة الوصول الى قرب وكلمة ( قرب - غرب ) مصطلح شعبي لدى أهلنا ويعني صعيد القضارف وما بعدها حتى نهر السوباط والرنك حيث كانوا ولازالوا يعملون بالرعي والزراعة ويرتاد بعضهم خلاوي شيوخ الصوفية في وسط وشرق السودان لينهلوا من المعارف الدينية .

بعد فترة من التفكير والتدبير تتحق ذلك الحلم وكان يصحبني أخي حامد محمد محمود رحلنا من القرية ذات صباح وبعد مسير طويل وصلنا منطقة بيشا وسألنا أهلنا عن كسلا وهل وصلناها أم لا ؟ أهي قريبة من عندكم أم إننا إنحرفنا عن الطريق ، فانفجر الأهالي بالضحك وقالوا إن كسلا لاتزال بعيدة .

كنا نمشي نهاراً وعندما نجد من هم في سننا من أبناء القرى التي نمر عليها نلعب معهم دون مقدمات ثم ندخل القرية حيث يكرمنا الناس ، كان البلد عامراً بالخيرات وأكرم الضيوف من العادات والشيم التي يعتز بها الأهالي وينشؤون عليها أطفالهم لهذا كنا نجد الأكل والشرب حيثما حللنا وهكذا حتى وصلنا كتاي كش وهناك قابلنا الشيخ حامد الأمين رحمه الله فسألنا عن أهلنا ومساكننا فعرف أهلنا فأكرمنا بذبح شاة وقال لنا هؤلاء أولادي وكونوا أنتم معهم ويبدوا أنه قررالعودة  بنا من حيث أتينا وقد إكتشفنا ذلك حينما رجع بنا الى الوراء الى حيث منطقة عيلا  عبدالله  التي كنا قد إجتزناها فصممنا على مواجهته ، ولما أيقن من إصرارنا تخلى عن فكرته وكلف أحد أتباعه بالسير بنا الى كسلا  ، وكانت محاولة الشيخ حامد الأمين هي الثانية إذ حاول إعادتنا العم عثمان محمد إدريس رحمه الله من حول قرية عد سيدنا مصطفى ولكننا أفلتنا منه  ووصلنا منطقة حفرا ومنها دخلنا مدينة كسلا وبتنا ليلتنا في الختمية في حوش آل محقرمطلع عام 1938م .

ومنذ صباح اليوم التالي سافرنا الى منطقة مكلي حيث إلتحقنا بمسجد الشيخ حامد الأمين ومن المفارقات الغريبة أن  رعاة الشيخ قد هربوا في ذات اليوم مما جعلنا نرعى أغنام ومواشي الشيخ وقد إستمرت هذه المهمة غير المتوقعة زهاء الستة أشهر درسنا بعدها في خلاوي الشيخ فكي عبدالله أبو رايت رحمه الله حتى نهاية 1938م ، وفي مطلع عام 1939م هربنا الى مساجد الشيخ محمد الأمين ترك في منطقة تندلاي وكانت المعيشة صعبة للغاية حيث كنا نأكل الذرة التي شارفت مدتها على الإنتهاء وبدأ يخالطها السوس ولكن لظروف الحرب وإنعدام الذرة كنا نأكل تلك الذرة التي يشاركنا فيها السوس وكانت شراكة لاتطاق لهذا تركنا الدراسة مع أول الخريف  وإتجهنا للزراعة وكانت صحتنا في أسوأ حالاتها إذ نال منا سوء التغذية وترك آثاره وبان علينا الهزال والضعف وهكذا إنقضت تلك السنة اللعينة وبدأت نذر الحرب تقترب من مناطق سكننا وإحتل الطليان مدينة كسلا منتصف عام 1939م في هجوم خاطف ..

  وللحديث صلة في الحلقة التالية

ايام لاتنسى /من ذكريات المناضل محمد علي ادريس( ابورجيلة )/ الحلقة الثانية

أحدث المقالات
· البرنامج السياسي الم...
· لا استطيع ان انعى قا...
· بقلوب راضية بقضاء ال...
· في ذكرى الاستقلال : ...
· في ذكرى الرحيل المر ...
الدخول
الاسم

كلمة السر



نسيت أو فقدت كلمة السر؟
يمكنك الحصول على كلمة جديدة من هنا.
الزيارات غير المكررة: 43,295,678 وقت التحميل: 0.20 ثانية